قلبه لا يبالي بقلم هدير نور
قاوم داغر الاضطراب الذي انتابه عندما تشبثت به وهي تتطلع نحوه بهذا الضعف المرتسم داخل عينيها تنحنح بصوت مختنق قبل ان يلتف الي مرتضي قائلًا بحده
ايه اللي يثبت انها اشترت فعلًا الارض دي…
اجابه مرتضي بهدوء بينما يشعر بالرضا فقد وصل اخيرًا الي مفتاح خلاصه تناول هاتفه سريعًا
ايوووه معايا طبعًا واللي يثبت كدبها هو ورق الارض…انا دلوقتي هكلم محامي العيله ا معاه الاوراق لانه كان بيوثق العقد في الشهر العقاري
ده توقيعك…؟!
تطلعت داليدا الي الاوراق التي بيده باعين متسعه زائغه وقد مادت الارض تحت قدميها وفرت الدماء من جسدها عندما رأت توقيعها بخانة المشتري بأسفل الورقه..
ارادت ان تهز رأسها بالنفي لكنها تعلم بان داغر ان يكشف كذبها هذا بكل سهوله مما سيجعل موقفها اصعب مما هو صعب في الواقع همست بصوت ضعيف بينما شفتيها ترتجف بقهر دفين
ايوه توقيعي……
لتكمل بهلع عندما اطلق سبابًا حاده بينما يعصر الورقه التي بيده ملقيًا اياها بعنف علي الارض اسفل قدمه مما جعل داليدا تنتفص متخذه عدة خطوات الي الخلف بخوف عندما رأت لهيب الغضب الشرس الذى يلتمع بعينيه
و لا اعرف حتي شكل الفيلا دي ايه..
صاح مرتضي بسخريه مقاطعًا اياها
بينما يشعر بالراحه والاطمئنان عندما رأي الغضب المرتسم علي وجه داغر مدركًا بانه قد نجح في خطته
مشوفتش في بجا-حتك بجد……
ليكمل بقسوه بينما يرمقها بازدراء
مش عارف ازاي بشخصيتك الوا-طيه تبقي بنت ليلي اختي…
شعرت داليدا بالغضب ينفجر بداخلها فور سماعها كلماته تلك فلما تشعر بنفسها الا وهي تندفع نحوه ملتقطه الاشياء ذات الوزن الثقيل من فوق مكتبه تضربه بها وبكل ما تستطيع يدها ان تصل اليه من فوق مكتبه من ثم اندفعت نحوه تضربه بيدها ممزقه وجهه باظافرها بينما تهتف بهستريه وقد فقدت سيطرتها علي نفسها تمامًا
شعرت بيد داغر تحيط خصرها من الخلف تجذبها بقوه بعيدًا عن خالها الذي كان واقفًا بجسد متصلب ووجهه محتقن بشده بسبب السيطرة التي كان يمارسها علي نفسه بصعوبه حتي لا يندفع ويخنقها بيديه مشبعًا اياها ضربًا فهذه هي المره الاولي التي تتخطي بها حدودها معه
محاوله بكل طاقتها الافلات من قبصته حتي تعود الي مرتضي مره اخري وتكمل تمزيق وجهه فهذه المره الاولي التي تتجرأ بها وتقف امام خالها الطاغيه…فقد تحملت افعاله من ضربه واه-انته لها طوال السنوات الماضيه كثيرًا حتي حبسه اياها داخل المنزل ورفضه خروجه تحملته…
شعر مرتضي بشئ لزج دافئ ينزلق علي خده فقام بمسحه بيده ليرتجف جسده بغضب عندما وقعت عينيع علي الدماء التي تلطخت بها يده عصف بشراسه بينما بعصر قبضتيه بجانبه بغضب مكشرًا عن انيابه بينما يزجر داليدا بنظرات تمتلئ بالكر-اهيه والغضب
قسمًا بالله انا ماسك نفسي بالعافيه والا كان زمانك مد-فونه مكانك…..
قاطعه داغر مزمجرًا بشراسه زاجرًا اياه بنظرات شرسه قا-تله جعلت الدماء تجف بعروق مرتضي من شدة
الخوف الذي دب باوصاله
مرتضي يا رواي حاسب علي كلامك بدل ما ادف-نك انت مكانك..
ليكمل بقسوه بينما يوجه اهتمامه الي تلك التي لازالت تنتفض بين ذراعيه محاوله الافلات من بين قبضته هامسًا بصوت منخفض حاد ممتلئ بالغضب مقربًا وجهه منها ينظر اليها بعينين تلتمع بوحشية مما جعلها تخفض عينيها في ذعر وقد هدئت حركتها تمامًا
و انتي اتهدي ومسمعش ليكي نفس..لان رصيدك خلاص جاب اخره معايا
من ثم جذبها معه نحو الخارج
تاركًا مرتضي واقفًا بمكانه وجسده يهتز بقوه من شدة الغضب والدماء لازالت تسيل من وجنتيه اطلق صرخه غاضبه وقد بدأ يطيح بكل ما بالغرفه منفثًا عن غضبه بينما يطلق سبابًا قاسيه بينما يتوعد لداليدا بمعاقبتها علي تجرئها معه بسحقها اسفل حذائه قريبًا…
!!!***!!!***!!!***!!!
بعد مرور نصف ساعه….
فور دخولهم الي جناحهم التفت داليدا الي داغر قائله بصوت حاد بينما تعقد يديها المرتجفه اسفل صدرها بحمايه
انا عايزه اطلق….
لتكمل بصوت مرتجف بينما تتابعه وهو يتجه نحو الطاوله متناولًا من فوقها كوبًا من الماء اخذ يرتشف منه بتمهل
و ان كان علي فلوسك فانا هرجعهالك ومش عايزه منك اي حاجه…
ظلت تطلع اليه عدة لحظات بتوتر تنتظر منه اجابه او رد فعل علي ما قالته لكنه ظل يرتشف بهدوء وبرود من كأس الماء متجاهلًا اياها كما لو انها لم تتحدث مما جعلها تهتف بحده
سمعتني…..
لكنه تجاهلها مره اخري متلاعبًا ببرود بكأس الماء الذي بين يديه مما جعل الدماء تثور بغضب في عروقها بسبب تجاهله هذا الذي تحملت كثيرًا
فلم تشعر بنفسها الا وهي تدفع بحده كوب الماء الذي كان يتناول منه بعيدًا عن فمه مما جعل بعض الماء يسقط فوق قميصه مغرقًا اياه لكنها لم تهتم وصاحت به بغضب
سمعتني بقولك طلقني ايه هتعمـ……
لكنها قاطعت جملتها مطلقه صرخه فازعه مرتفعه عندما اطلق لعنه قاسيه وهو يضرب بغضب الكأس الذي كان في يده بالحائط ليحدث ضجه مرتفعه وهو يسقط علي الفور متهشمًا علي الارض كشظايا من الزجاج..
زمجر بقسوه من بين اسنانه المطبقه بغضب بينما يلتف اليها
سمعتك..سمعتك من اول مره كويس بس بحاول اعمل نفسي مسمعتكيش علشان مطبقش علي رقبتك واخ-نقك واخلص منك ومن قرفك..
اتخذت داليدا خطوه مرتجفه الي الخلف عند سماعها كلماته القاسيه تلك لكنها سرعان ما ثبتت قدميها بالارض مره اخري محاوله استجماع شجاعتها رافضه الفرار من امامه بخوف مثل كل مره…هزت رأسها بقوه قائله باصرار
انا مش هكمل لعبة الجواز السعيد دي…علشان بس ترضي غرورك وتخلي بنت عمك اللي سابتك تندم…..
اعتصر داغر قبضتيه بقوه بجانبه محاولًا تمالك نفسه وعدم الاقدام علي شئ قد يندم عليه..
غمغم بهدوء يعاكس النيران المشتعله بداخله
تمام … وانا موافق اطلقك….بس تدفعيلي ال مليون جنيه اللي عليكي…
صاحت داليدا بصدم#مه
مليون….؟!
لتكمل بصوت مرتجف وقد بدأ يتكون فوق جبينها عرق بارد كالثلج من شدة الخوف
هما…هما…مش مليون جنيه جبت منين ال مليون الزياده دول منين…
اجابها بسخريه بينما يخرج حافظه اوراقه من جيب سترته من بخث بهارحتي عثر علي ورقه القاها نحوها
بما انك بقيتي تنسي الايام دي انتي بتوافقي علي ايه وبتمضي علي ايه فده اتفاق قبل الجواز اللي انتي ماضيه عليه وقبلتي انك في حالة طلبتي الطلاق تدفعيلي مليون جنيه…
ليكمل بسخريه لاذعه عندما لاحظ شحوب وجهها وعينيها التي اتسعت علي مصرعيها بينما تتفحص الورقه التي بين يديها المرتجفه
ايه نستيها هي كمان ؟!
وضعت داليدا يدها فوق عنقها شاعره بالاختناق الحاد يسيطر عليها همست بصوت مرتجف بينما تهز رأسها بقوه برفض
انت كداب….انتوا كلكوا كدابين….دي اكيد لعبه بينك وبين مرتضي علشان تخليني استمر في لعبتك الق-ذره دي…
لتكمل بحده بينما تلقي الورقه بوجهه
اكيد مرتضي قالك اني عرفت سبب جوازك مني وطبعًا خوفت اني اسيبك والناس تقول مراته سابته بعد اقل من شهر جواز زي ما بنت عمتك ما سابتك وفضلت راجل تاني عليـ………..
صرخت مبتلعه باقي جملتها عندما اندفع نحوها قابضًا علي ذراعها لويًا اياه خلف ظهرها بقسوه مزمجرًا في اذنها بهسيس لاذع
دماغك س-م ولسانك ده عايز قطعه…….
ليكمل معتصرًا ذراعها بقسوه حتى تأوهت متألمه بصوت مرتفع لم يثير به الشفقه ليزيد من اعتصاره لذراعها اكثر وهو يتمتم بصوت قاسى حاد
مفيش طلاق……و لو فكرتي بس تهربي او تخرجي برا باب القصر من غير اذني ساعتها هوريكي الوش التاني لداغر الدويري ووقتها هتتمني المو-ت ومش هطوليه…..
انهي جملته تلك دافعًا اياها بحده بعيدًا عنه لتتعثر وتسقط بقسوه علي الارض ظلت داليدا جامده بمكانها منحنيه الرأس تغلق عينيها بقوه محاوله منع الدموع التي التساقط ضاغطه علي شفتيها بقوه حتي وصل الي سماعها صوت اغلاق باب الجناح الذي اغلقه خلفه كالعاصفه لتنهار علي الفور منفجره في بكاء مرير بينما تنحني علي نفسها علي الارض متشبثه بذراعها الذي يؤلمها تحتضنه الي صدرها بينما اخذت شهقات بكائها الحاده تمزق السكون من حولها غافله عن ذاك الذي لا يزال يقف خلف باب الجناح من الجهه الاخري يستمع الي شهقات بكائها تلك شاعرًا بها كسكين حاد يمزق قلبه….
يتبع….
الفصل السادس
بعد مرور ساعه…
كان داغر جالسًا بمكتبه الخاص بالقصر يتطلع بشرود الي الاوراق التي امامه وهو لا يستطيع التركيز في حرفًا واحدًا منها فلا يزال عقله منشغلًا باحداث اليوم وبتلك التي تركها باكيه في غرفتها فلا يزال صوت شهقات بكائها المتألمه يتردد داخل رأسه معذبًا اياه ولا يعلم لما هو متأثرًا بهذا الشكل بها…
فهو لم يهتم بدموع احد من قبل خاصة اذا كانت تلك دموع…دموع امرأه فبالنسبه اليه المرأه دائمًا تستعمل دموعها وضعفها كسلاح للوصول الي ما ترغب به بسهوله..
لكن دموع داليدا كانت شئ اخر تمامًا فهي لم تكن تحاول الوصول الي شئ بالبكاء وحيده في غرفتها حتي انها لم تكن تعلم بانه لا يزال واقفًا خارج الباب يستمع اليها …
زفر بضيق ملقيًا القلم الذي بيده بحده فوق مكتبه قبل ان يتراجع في مقعده الي الخلف فاركًا عينيه بتعب وقد بدأ يتذكر بداية كل هذا….
تذكر الوعد الذي قطعه لعمه وهو بفراش المoت بان يهتم بكلًا من ابنتيه شهيره ونورا وان يستمر بالانفاق عليهم حتي بعد وفاته فقد انفق عمه ارثه بالكامل عكس والد داغر الذي استعمل ارثه في انشاء شركه مقاولات كبيره والتي اصبحت علي يد داغر مجموعة شركات لا تعد ولاتحصي داخل وخارج مصر بالطبع طمئن عمه بان شهيره ونورا مسئوليته التي لن يتخلي عنها ابدًا …
لكن عندما طلب منه عمه بان يتزوج من نورا ابنته حتي يستطيع ان يطمئن عليها.. رفض داغر ذلك بشده
لم يحب ان يتزوج بتلك الطريقه لكن ما ان اشتد المرض بعمه وطلب منه مره اخري ان يتزوج منها لم يتمكن داغر من الرفض هذه المره فقد كان عمه علي وشك المoت كما انه فكر بانه سيأتي يومًا ما ويضطر ان يتزوج حتي يصبح له اولاد فلما لا تكون ابنة عمه فقد كانت يتوافر بها جميع مواصفات الزوجه التي يمكن ان يرغب بها..كما انه كان يعلم جيدًا انه لن يقع بالحب..فقد كان الحب بالنسبه اليه ليس الا كلمه تافهه يرددها الناس ليبرروا ضعفهم تجاه شخص او شئيًا ما…
و بالفعل اصبح الجميع في محيطهم يعلمون ان نورا خطيبته برغم انهم لم يقيموا خطبه بالفعل فقد كانوا ينتظروا انتهائها من سنتها الاخيره في تحضير الماجستير …لكنه كان يصطحبها معه الي جميع المناسبات الاجتماعيه فاينما ذهب كانت ترافقه… ظلوا علي هذا الحال لاكثر من ستة اشهر حتي جاء اليوم الذي اضطر به ان يذهب لرحلة عمل ما لمدة شهرين وحينما عاد انقلب كل شئ…
فور وصوله اخبرته والدته ان نورا قد خُطبت لإحدي المخرجين السينمائين المشهورين… شعر وقتها بغضب عارم لم تشعر بمثله من قبل لكن غضبه هذا لم يكن سببه فقده اياها او خطبتها لغيره بلا كان سببه كبريائه الذي جرح والوضع المحرج الذي وضعته به والتفافها من خلف ظهره لفعل ذلك..
فاذا كانت اتت واخبرته بانها لا ترغب الزواج منه كان تركها وزوجها بنفسه الي من تريد بعد ان يتأكد بالطبع من انه مناسب لها لكنها فضلت ان تطعنه بظهره جاعله منه اضحوكه في مجتمعهم..و عندما حاولت هي وشهيره ان يبرروا فعلتها تلك بسبب شعورها بانه لا يحبها ويتعامل معها كانها امر مسلم بحياته وانها وقعت بحب ذاك المخرج وقتها داغر تعامل ببرود يعاكس الغضب المشتعل به رافضًا اظهار غضبه حتي لا يتم تفسير غضبه هذا بشكل خاطئ من قبلهما… فعلي العكس فان كان صريحًا مع نفسه فلا يمكنه ان ينكر مدي الراحه التي شعر بها عندما انتهت خطبتهم تلك فقد كان يشعر بها دائمًا كالسلاسل الذي حول عنقه يخنقه…
و لكن بدأ تصبح خطبتها الي ذلك المخرج لعنه تلاحقه في كل مكان ففور ذهابه لشركته باليوم التالي اصبح الموظفون يتهامسون فور رؤيتهو همل ينظرون اليه بنظرات ممتلئه بالتعاطف..فقد كانوا يظنون انه حزين وجريح بسبب ترك ابنة عمه له وخطبتها لغيره من وراء ظهره…
لكنه فضل وقتها تجاهل الامر ….
لكن تفاقم الوضع في احدي الحفلات التي كان يحضرها بسبب عمله فقد كانت نظرات جميع الحاضرين بالحفل تنصب عليه باهتمام فمنهم من كان بنظر اليه بتعاطف ومنهم من بنظر بشماته وفرح بالاضافه الي تهامسهم الذي كان يصل مما جعله يرغب وقتها في خنق ابنة عنه وخطيبها واشعال النيران في كل ما يحيطه…فكل هذه الضجه قد تأثر علي سير الصفقه الذي يعمل عليها منذ اكثر من سنه فقد كانت تلك الصفقه من اكبر واهم صفقات حياته ومثل هذه الثرثره حوله قد تضعف موقفه في السوق مما يجعل اطراف الصفقه يرفضون التعامل معه…
ترك الحفل وغادر كبركان ثائر من الغضب وعندما اصر مرتضي الرواي ان يرافقه وافق علي مضض..
اتجه داغر الي احدي النوادي الرياضيه حيث بدأ وقتها ينفث غضبه في لكم احدي الحقائب الرمليه المعلقه…
بينما كان مرتضي واقفًا يراقبه بصمت عالمًا جيدًا ما يعاني منه وما مر به بالحفل…
ظل داغر يتلاكم مع الكيس الرملي حتي تورمت يده وسقط علي الارض يجلس بمحاولًا التقاط انفاسه اللاهثه وقتها اقترب منه مرتضي قائلًا
عندي حل للي انت فيه….
ليكمل بصوت مرتجف عندما رفع داغر رأسه المتعرق اليه يتطلع اليه باعين تطلق شرارت غاضبه جعلت اطراف مرتضي ترتجف بالخوف لكنه اكمل متنحنحًا
علشان تقطع كلام الناس ده وميأثرش عليك في السوق لازم تتجوز…و تتجوز في اسرع وقت كمان……
اردف سريعًا عندما رأي ان داغر يهم بالرفض
هيبقي جواز صوري طبعًا…..
قاطعه داغر بحده لاذعه بينما يقوم بحل الشريط الملفوف حلكول يديه المتورمه
جواز صوري…ازاي…؟! عايزني اظلم واحده مالهاش ذنب في الليله دي كلها..
اجابه مرتضي قائلًا سريعًا
لا طبعًا مش هتظلمها..لانك هتبقي متفق معها علي كده وفي اخر الجواز تديها مبلغ…..
قطب داغر حاجبيه قائلًا وقد بدأ الامر يروقه فقد كانت اهم صفقه في حياته علي وشك ان تتدمر
و مين دي اللي هتقبل بوضع زي ده ؟!
اسرع مرتضي قائلًا بلهفه
داليدا بنت اختي….
ليكمل بارتباك عندما تطلع اليه داغر باعين تمتلئ بالشك
علي فكره هي اللي طلبت مني اقترح عليك الحل ده…
انت يمكن متعرفهاش لكن هي تعرفك كويس..و كانت معانا في الحفله النهارده وسمعت وشافت كل اللي حصل…
عقد داغر حاجبيه مفكرًا بابنة شقيقته تلك محاولًا تذكرها لكنه لم يستطع فهو متأكدًا انه لم يقابها من قبل
و انت ايه اللي يخاليك توافق بنت اختك علي حاجه زي دي…مش شايف انها حاجه يعني…….
قاطعه مرتضي زافرًا باستسلام بينما يتصنع الحزن
عارف انت بتفكر ازاي….
بس فاكر لما كنت بيبع اسهمي في الشركه ولما كنت بتسألني عن السبب كنت بقولك ظروف عائليه….كنت بيبعها بسبب بنت اختي داليدا
ليكمل بصوت حاول جعله بائسًا قدر الامكان حتي لا ينكشف كذبه راسمًا الحزن علي وجهه باتقان
داليدا انا اللي مربيها من وهي عيله صغيره ودلعتها كتير لو كانت طلبت لبن العصفور كنت لازم اجيبهولها ودلعي ده بوظها اتعودت تصرف بهبل وبضيع فلوسها علي حاجات تافهه… منكرش ان بقيت معها اخر فتره قاسي علشان اخليها تهدا شويه وتعقل في تصرفاتها لكن خلاص هي اتعودت علي كده ومهما اعمل ده بقي خلاص اسلوب حياتها..
ده غير ان الاسهم قربت تخلص ومش هلاحق علي طالبتها ولا زنها علشان كده دي فرصه هتاخد فيها مبلغ من جوازها منك وتبدأ تعتمد علي نفسها
و تشوف حياتها
هز داغر رأسه قائلًا بحزم وقد بدأ يمل من الامر
بقولك ايه …انسي الكلام الفارغ اللي بتقول عليه ده…
هتف مرتضي بيأس عندما رأي التصميم في اعين داغر الرافض للامر
طيب استني لبكره ولما تقابلها يمكن تغير رأيك….
نهض داغر واتجه نحو باب صالة النادي يستعد للمغادره دون ان يجيبه فالامر كان مرفوض بالنسبه اليه نهائيًا لكن لاحقه مرتضي وظل يحاول اقناعه بالحاح شديد مما جعل داغر يوافق اخيرا بمقابلتها حتي يتخلص منه ومن الحاحه هذا…
و في اليوم التالي اتجه داغر الي مكتب مرتضي لكي يخبره بان يلغي مقابلته بتلك المدعوه داليدا فلا يعلم كيف وافق علي مثل هذه المهزله…
لكن ما ان جلس بمكتب مرتضي يهم اخباره بقراره هذا قاطعه طرقًا علي الباب من ثم دلفت الي المكتب فتاه..
فور ان رأها داغر تصلب كامل جسده وانحبست انفاسه داخل صدره بينما يراقبها وهي تخطو الي الداخل بخطوات بطيئه متردده …ظل يتطلع اليها عدة لحظات ظنًا منه انه يحلم فها هي ملاكه الذي كان يبحث عنه طوال الاشهر الماضيه….ملاكه الذي منذ ان رأها لأول مره ظلت تقتحم احلامه طوال الاشهر الماضيه…
تذكر اول مره رأها بها كان الوقت لم يتجاوز السابعه صبحًا حيث كان يركض علي طول الطريق المؤدي الي قصره ممارسًا رياضته الصباحيه المعتاده عندما سمع صوت خطوات خلفه توقف ملتفًا خلفه ليج فتاه محجبه تركض خلفه فعلي ما يبدو اتها تمارس الرياضه هي الاخري…
لكنه توقف متجمدًا بمكانه عندما دقق النظر اليها فقد كانت ذات جمال خطف انفاسه لم يرا بمثله من قبل فقد كانت ذات بشره بيضاء ناصعه كريميه ووجنتين محمرتين اثر المجهود التي كانت تبذله بينما عينيها خليط غريب من الازرق والرمادي رأي خطواتها تتعثر وتتباطئ عندما لاحظت انه يقف يراقبها وعندما هم ان يقترب منها التف متعثرًا الي الخلف عندما سمع صوت زمور سياره حاد من خلفه كادت ان تصطدم به تراجع مبتعدًا عن طريق السياره حتي تستطيع العبور وعندما التف الي الفتاه مره اخري كانت قد اختفت من المكان شعر وقتها باحباط ويأس لم يشعر بمثلهم من قبل وظل عدة ايام يذهب الي ذات المكان وفي ذات الوقت لعله يراها مره اخري لكن فشلت محاولته تلك…
كما أمر رجاله بالبحث عنها لكنه لم يكن يعرف اي شئ عنها حتي يسهل البحث عليهم لذا فشلت ايضًا محاولات البحث التي اجراه رجاله فقد اختفت كما لو كانت سرابًا لم يراه غيره…
ظل طوال الاشهر التاليه لذلك اليوم يراها كل ليله باحلامه وعندما يستقيظ يشعر بيأسه يزداد اكثر واكثر عالمًا بانه لن يستطيع ايجادها