امرأة لا تخشى الوداع بقلم الكاتبة مــروة أحمـــد
الجميــع لهــا وعنــد ذهابهــا للمنــزل وهــى تتلقــي
رســائل التهنئــة علــى بريدهــا اإللكتــروين فتفاجــئ
بتلــك الرســالة.
مبــرووك يــا رؤى،انتظــرت تلــك اللحظــة منــذ وقــت
طويــل،ال تتعجبــي فأنــا أعرفــك جيــدا وأتابعــك منذ
ســنوات فــي صمــت ولكــن لــم تكــن الظــروف
فســخها مباشــرة،لذلــك كان علــى أن أنتظــر حتــى
هــذه اللحظــة ولــن أخــف عنــك مــدى ســعادتي
بفســخ تلــك الخطبــة فقــد كان أملــى الوحيــد أن
يصبــح لــي مــكان فــي حياتــك يومــا مــا ..اعتــذر
لهــذه المقدمــة بــدون أن أعرفــك بنفســي إلــى اآلن
الحديــث عنــك وحينمــا ســافرت لــم يمــر يــوم بــدون
ذهابــي لكليتــك،رأيتــك وأنــت فــي كل حاالتــك
المزاحيــة وكــم تمنيــت أن أقتــرب وأعرفــك بنفســي،
ولكــن تــرددت كثيــرا حتــى ال تظنــي أن نبــع هــي
مــن أرســلتني أليــك ..مــازال لــدى الكثيــر والكثيــر
اآلن علــى مشــروع أنشــاء محــاكاة لمقبــرة تــوت
عنــخ أمــون فــي إيطاليــا وحينمــا انتهــي مــن تنفيــذه
سأســافر لإلشــراف علــى التصميــم وأحتاجــك معــى
لتصويــر العمــل وتوثيقــه لحظــة بلحظــة وال تقلــق
فأنــا مفــوض الختيــار فريــق العمــل،أرجــو إال أكــون
أن تتصــوري أننــي أســتغلك مهنيــا،ولكنــى أعــرف
جيــدا مــدى شــغفك وأن فبلتــي بالتعــارف بــي عــن
قــرب ســيصبح لكيانــك ومســتقبلك المنــى جــل
االعتبــار.هــل حقــا مــا تــرأه،وســريعا وقبــل أن تــرد
علــى الرســالة بحــرف واحــد أرســلت لنبــع تخبرهــا
نبــع:أعلــم ذلــك وأنــا مــن كان يدعــو هشــام للتريث،
فهــو مغرمــا بــك منــذ وقــت طويــل،أرجــو أن يكــون
جــرح فســخ خطبتــك قــد شــفى فأنــا لــن أجــد ألخي
زوجــة مثلــك ولــن أجــد لنفســي صديقــة وأخــت
أفضــل منــك تنضــم إلــى أســرتنا الجميلــة.ابتســمت
كان قــدر لهــا أن تســتمر مــع رائــد فــأن زفافهمــا كان
مقــدرا لــه أن يكــون فــي مثــل هــذه األيــام،واآلن
هــي ليســت وحيــده وبشــكل أفضــل بكثيــر ممــا
ســبق فهــي تثــق بنبــع وقــد تصــادف أنهــا رأت هشــام
باالســتوديو مــرة أو مرتيــن حينمــا جــاء يصطحــب
نبــع،وضحكــت مــن قلبهــا حينمــا تذكــرت تلــك
الزيــارات الملفقــة.
فتحــت جهازهــا الصغيــر وأرســلت رســالة ردا علــى
هشــام:ال أدرى بمــاذا أجيبــك ولكنــى أتذكــر أننــي
رأيتــك مــرة أو أثنتيــن علــى األكثــر مــع نبــع فــي
األســتوديو واكن ذلــك منــذ وقــت طويــل،ويف عالمنــا
ال يعتــد بالصــور التــي مــر عليهــا أكثــر مــن ســتة
أشــهر،لــذا ..فأنــا أقبــل أن تــزورين مجددا باألســتوديو
ألحصــل علــى صــورة جديــدة لــك.ضحــك هشــام
مــن قلبــه حينمــا قــرأ ردهــا وتبــادال أطــراف الحديث
وشــعرت رؤى بألفــة غريبــة تجمعهــم شــجعها ذلــك
علــى قبــول طلبــه بتنــاول فنجــان قهوتهــا الصباحيــة
معــه،لــم تتوقــف المحادثــات بينهمــا إلــى أن الح
الصبــاح فارتــدت مالبســها واهتمــت بظــال العيــون
وغــادرت المنــزل متجــه إلــى المقهــى المتفــق عليــه،
فــي التاســعة صباحــا كان لقائهمــا يتنــاوالن القهــوة
علــى أنغــام فيــروز ليكتشــفا أنهمــا يحمــا نفــس
الشــغف فــي أمــور كثيــرة منهــا أغانــي فيــروز بينمــا
كانــت تغنى(أنــا لحبيبــي وحبيبــي إلــي) غــاص
بعينيهــا متأمــا ظاللهــا والرمــوش قائــا:عينيــك
رائعــة يــا رؤى بــل كل مــا فيــك ثــم طلــب منهــا
اإلنصــات لألغنيــة جيــدا..كان قلبهــا وألول مــرة
يشــعر بســعادة حقيقــة،لــم تســتطع أن تمنــع نفســها
مــن تذكــر رائــد وتحمــد اهلل أنهــا لــم تســتمر،فكيــف
كانــت ستســتمر معــه وهــى لــم تشــعر بمثــل هــذا
اإلحســاس وهــذه الراحــة،ســرحت قليــا كانت بشــرة
رائــد بيضــاء ناعمــة بعيــون ســوداء وجبهــة عريضــة،
كانــت مالمحــه تعتبــر جميلــة ولكــن طباعــه لــم
تســتطع رؤى أن تتكيــف معهــا،أمــا هشــام فحظــي
ببعــض جمــال نبــع أختــه نفــس البشــرة البرونزيــة
قليــا والعينيــن البنيتيــن والوجــه الممتلــئ عنــد
الخــدود ولكــن مالمحــه مريحــة تبعــث االطمئنــان
فــي القلــب علــى الفــور كمــا أنــه يســتعمل العطــر
الممــزوج برائحــة خشــب الصنوبــر الــذي كانــت
تتمنــى أن يســتعمله رائــد بــل وقــد أحضرتــه لــه فــي
عيــد ميــاده ذات مــرة،ولــم يهتــم بــه مكتفيــا بتعليق
مجامــل ولــم يســتعمله أبــدا عــادت بحضورهــا إلــى
هشــام بينمــا يكــرر ســؤاله عليهــا هــل لديــك مانــع
أن أحــدد مــع والــدك موعــد خطوبتنــا األســبوع
القــادم فــي نفــس موعــد حفــل فريــدة أختــك وأختي
أيضــا...
لــم تتمالــك رؤى نفســها وأجابــت بســعادة حقيقيــة
ال مانــع لــدى،مــرت األيــام التاليــة والبيــت يتزيــن
والجميــع بســعادة واكنــت رؤى وفريــدة أحلــى
عروســتان صورهمــا األســتاذ جميــل فــي ذلــك اليــوم
.حيــث غمــرت الســعادة الجميــع.
حديث_ الفنون
تشــمل الفنــون أنــواع عديــدة فهــي ال تقتصــر فقــط
علــى فن الرســم والتلويــن والزخــارف،أو فنــون النغم
والموســيقي أو فنــون ومهــارات الكتابــة بأشــكالها
المتعــددة،بــل هنــاك فنــون أخــرى،ولكــن لألســف
ال يمارســها اغلــب النــاس،برغــم بســاطتها،يطلــق
عليهــا بعضهــم مهــارات التواصــل ولكنــى أميــل
لوصفهــا كنــوع مــن الفنــون واآلن ســنتناول بعضهــا،
مثــل فــن الشــكر وفــن التســامح وفــن االعتــذار
وهــذه بعــض أنــواع الفنــون التــي لــم تأخــذ حقهــا
مــن الشــهرة،لــذا ســأحاول تناولهــا بالتفصيــل.
ًأوال فن الشكر:
يعتبــر هــذا الفــن مــن اريق الفنــون،ألنــك تــدرك
أنــك حصلــت علــى شــيئا يســتحق الشــكر،وهــو فــي
العمــق إدراك لنعمــة أصابتــك مهمــا كانــت بســيطه
وتقديــم الشــكر لمــن أهــداك شــيئا حتــى وإن كان
بســيطا أو كانــت هديتــه بعــض الكلمــات يتــرك أثــرا
كبيــرا ال ينســي،تقديــم الشــكر يســري فــي القلــب
مخلفــا شــعورا بالبهجــة والمــودة والتقديــر ليعــود
اليــك مــرة أخــرى محمــا بفيــض مــن العطايــا
مــن اهلل عــز وجــل،أحيانــا تكــون لدينــا رغبــة
كبيــرة بشــكر أحدهــم ولكــن يمنعنــا الخجــل،هــل
ســأتحدث لغربــاء؟ هــل ســيقبل منــى ذلــك؟ واالن
اقــول لــك نعــم،قــدم الشــكر لعامــل المصعــد الــذي
ال تعرفــه ولبائــع الجرائــد وســائس الجــراج،قــدم
الشــكر لــكل شــخص منحــك شــيئا حتــى وإن كنــت
تــراه بســيطا،حتــى..وان كان يعتبــره األخــر تأديــة
لعملــه..اشــكره عليــه،تبــادل الشــكر ســيجعل
حياتــك غنيــة باالمتنــان والتقديــر وال تنســي شــكر
الخالــق علــى مــا يمنحــه لــك باســتمرار .فــن الشــكر
هــو مــن الفنــون الواجــب التدريــب عليهــا حتــى ال
يتحــول المــرء إلــى كتلــة مــن اإلســاءة تســير علــى
قدميــن.ثانــي الفنــون هــو التســامح:
التســامح مــن اروع الفنــون واهمهــا علــى االطــاق،
ومــع ذلــك ال يتقنــه إال القليــل،ينشــغل الجميــع
بمــدى اإليــذاء النفســي الــذي حــدث لــه وكــم
كان األخــر مخطئــا بحقــه،مؤججــا بذلــك الشــعور
المشــتعل بداخلــه،متناســيا أنــه يحــرس بداخلــه