قصة الساعي الغامض الجزء الأول
قصة "الساعي الغامض"
في أحد أحياء مدينة فيينا القديمة، حيث الشوارع الضيقة والمباني العتيقة تنبض بذكريات الماضي، كان هناك محل صغير لبيع الكتب القديمة يديره رجل مسن يُدعى لودفيج. كان لودفيج معروفًا بجعل زبائنه يشعرون وكأنهم دخلوا عالمًا مختلفًا، عالم الكتب التي تحمل في طياتها أسرارًا لا تنتهي.
ذات مساء عاصف، بينما كان لودفيج يغلق محله استعدادًا للذهاب إلى منزله، دخل رجل غريب إلى المحل. كان الرجل يرتدي معطفًا طويلًا وقبعة سوداء، وكان يحمل معه حقيبة كبيرة. نظر لودفيج إلى الرجل باهتمام، خاصةً وأنه كان يرتدي نظارات داكنة ولا يمكن رؤية عينيه بوضوح.
"أحتاج إلى كتاب نادر جدًا"، قال الرجل بصوت هادئ لكنه محمل بالسرية. "أبحث عن كتاب يُعرف باسم 'سر الساعي'."
تفاجأ لودفيج، فلم يسمع عن هذا الكتاب من قبل. لكن الرجل أصر على أن هذا الكتاب هو ما يحتاجه، وعرض مبلغًا كبيرًا جدًا مقابل العثور عليه. بعد فترة من التردد، قرر لودفيج أن يظل متيقظًا وواصل البحث في مكتبته المليئة بالكتب القديمة والنسخ النادرة.
أمضى لودفيج ساعات طويلة في البحث دون أن يجد أي إشارة إلى هذا الكتاب المفقود. ولكنه كان مصمماً، لأن العرض كان مغريًا للغاية. وبينما كان يبحث، عثر على مخطوطة قديمة مدفونة بين الأوراق. كانت المخطوطة تتحدث عن "الساعي"، شخصية غامضة كانت تسافر عبر الزمن لجمع الكتب القيمة من مختلف العصور.
إلى جانب المخطوطة، وجد رسالة مكتوبة بخط يد جميل تقول: "إذا كنت تبحث عن الكتاب، عليك أن تعبر عبر الباب الزمني في نهاية الشارع."
على الفور، ركض لودفيج إلى نهاية الشارع، حيث اكتشف بابًا خشبيًا صغيرًا لم يره من قبل. كان الباب مفتوحًا بفجوة ضيقة، وعندما دفعه برفق، وجد نفسه في عالم مختلف تمامًا.
في هذا العالم، كان كل شيء يبدو عتيقًا وكأن الزمن قد توقف. وجد نفسه في مكتبة ضخمة تملأها الكتب الغريبة والمخطوطات القديمة. لم يكن هناك سوى شخص واحد في المكتبة، وهو ساعي غامض يرتدي ملابس من زمن بعيد.
"أهلاً بك في مكتبتي الخاصة،" قال الساعي. "لقد كنت في انتظارك."
قال لودفيج إنه جاء للبحث عن "سر الساعي"، فابتسم الساعي وأخذ من الرف كتابًا قديمًا، وكان هو الكتاب الذي كان يبحث عنه. "هذا الكتاب ليس مجرد مجموعة من الصفحات، بل هو مفتاح لفهم قدرتك على اكتشاف العجائب في عالم الكتب."
عاد لودفيج إلى محله وهو يحمل الكتاب، وفي اليوم التالي، عندما جاء الرجل الغريب لاستلامه، اختفى دون أن يترك أثراً، كأنه كان حلماً. لكن الكتاب بقي، وفتح أمام لودفيج عالماً جديداً من الأسرار والقصص الغريبة.
انتظرونا في الجزء الثاني……….