رواية ثلاث صرخات وحدها لاتكفي الفصل السابع 7 بقلم اسماعيل موسي
راحت علاقتها بأطفال سيدتها تقوى، كانت تحمل مشاعر جارفه نحوهم، لا تعاملهم كخادمه، بل كأم.
لاحظت نرجس ذلك، فأوكلت لها الأطفال ومنحتها لقب مربية الأطفال بينما كان الأطفال ينادونها دادا.
كانت شروق توقظهم من النوم، تنظفهم، تبدل ملابسهم، تطعمهم بيدها، تراقبهم وهم يلعبون وتحل نزاعاتهم، ذلك الاهتمام الذي غذي الحقد والكره بصدر ابنها احمد، منذ اللحظة الاولي تعلم انه ليس مثلهم، وكانت العلقة الساخنة التى تلقاها بعد اسبوع من إقامته بالفيلا لتجرأه للعب معهم جرس إنذار يدق كلما راودته نفسه او حاولت قدماه ان تقترب منهم.
ما الشيء المميز الذي حباهم به الله دونه لينالوا كل تلك الرفاهية ولم يفلح ابدا بالوصول لإجابه.
كان يحتاج لدهر ليدرك ان هناك فرق بين ابن الغفير او حارس البوابة وابن الضابط او الوزير، بينه
وبين ابن القاضي والباشا والهانم، أنه مجرد ورقه بشارع، رصيف أسفلت، مداس أقدام.
من بعيد كان يسمع دروسهم واتقن حروف الهجاء قبلهم، يوم استطاع كتابة كلمة ماما ركض بوجه ضاحك تجاه والدته الجالسة بالصالة تراقب مصطفى وكارمه، كان يرغب بالصراخ من الفرحة، ان يقبلها ويضمها لصدره ويخبرها انه استطاع القراءة مثلهم دون معلم، نادي عليها ماما؟
كانت منشغله ولم ترد، ماما؟
التفتت نحوه، زجرته بعينيها وهي تربت على كتف مصطفى، عاد منكسر مزق الورقة ودهسها وغرق في البكاء، حتى بعد أن عادت والدته وبررت له موقفها بأن السيدة نرجس كانت ستغضب اذا لمحته هناك، حاولت أن تقبله وتحتضنه،