كيف يؤثر النمو السكاني العالمي على مصير البشرية؟
مشكلة الطاقة
مشاكل الطاقة العالمية
إن تزويد السكان الذين يتزايد عددهم باستمرار بالطاقة هو تحدٍ كبير آخر. فلن يكون نظام الطاقة الحالي، القائم على استغلال الوقود الأحفوري، قادراً على تلبية الطلب المتزايد. بالإضافة إلى كونه غير متجدد، فإن مصدر الطاقة هذا له عواقب بيئية خطېرة.
حيث أصبحت التحولات في مناخ كوكب الأرض أكثر وضوحاً كل يوم. يؤدي التغير في الأحوال الجوية المرتبط بارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى تقليل الإنتاجية الزراعية في العديد من مناطق الكوكب.
مما تؤدي إلى ترك أعداد كبيرة من السكان دون مصدر رزقهم الرئيسي واضطرارهم إلى الهجرة. وتعد المدن الكبرى هي الوجهة الرئيسية لهم، وجيوب الفقراء لا تتوقف عن النمو.
لقد وصلنا في عام 2008 إلى رقم هائل. حيث أنه لأول مرة في تاريخ البشرية، يعيش أكثر من نصف السكان في المدن. ونتيجة لهذا التركيز السكاني أصبحت المشكلات أكثر وضوحاً.
نحن نرى التلوث والبؤس وسوء الحالة الصحية من أهم السمات المميزة للمدن الكبرى في القرن الحادي والعشرين. بينما يعد عدم الاستقرار الاجتماعي والعڼف من علامات صعوبة العيش معاً في مساحة صغيرة.
قد يصبح تهجير مجموعات سكانية بأكملها إحدى أكبر المشاكل في القرن المقبل. إن ضغوط الهجرة بحثاً عن ظروف معيشية أفضل هي اليوم مشكلة تواجهها العديد من البلدان. ويؤكد الخبراء أن الهجرات المستقبلية ستكون بحثاً عن المياه والأراضي الصالحة للزراعة. إن حالات مثل حالة بنغلاديش، حيث يجبر ارتفاع مستوى سطح البحر مئات الآلاف من الأشخاص على الانتقال، ستكون شائعة بشكل متزايد.
المستقبل مع النمو السكاني في العالم
ربما ينبغي أن نسأل أنفسنا عن دورنا على هذا الكوكب في ظل التعداد السكاني العالمي المتزايد. هل يتصرف الإنسان العاقل حقاً مثلما يشير إليه اسمه بعقلانية مفترضة؟ وهل نحن حقاً حاملون لراية العلم والتكنولوجيا التي ستحقق التقدم للبشرية وللكوكب ككل؟ أم أننا بالأحرى نتصرف مثل وباء يستهلك بلا هوادة سلعة تخص الجميع؟
نحن نعيش في عالم يعيش فيه 48٪ من السكان بأقل من دولارين في اليوم. في كوكب يمتلك فيه النصف الأفقر من السكان 1٪ فقط من الأصول، في حين يمتلك اثنان من أغنى الشخصيات في العالم أكثر من الناتج المحلي الإجمالي لأفقر 45 دولة.
ومن هذه الحقيقة التي تدعو إلى الرثاء يجدر بنا أن نسأل أنفسنا عن دورنا كمجتمع، أو بالأحرى دورنا كبشر. يجب أن نتعاون لبناء عالم تفسح فيه المادية والأنانية المتطرفة الطريق للتضامن والاحترام بين البشر. عندها فقط يمكننا أن نؤدي دورنا ونترك للأجيال القادمة كوكباً كريمًا للعيش فيه.