قصة سيدنا سليمان
كما اندهشت من قصر سليمان الذي ظنّت أن أرضه نهراً، فلمّا أرادت أن تدخله كشفت عن ساقيها، ولمّا رأت هذه المعجزات أعلنت خضوعها لله وحده، وقالت: (رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ).
قصة سيدنا سليمان مع النملة
قال -تعالى-: (حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ)،
فقد رأت النّملة سليمان وجنوده وخاڤت على بقيّة النّمل من أن تيدهسها الجنود، فصاحت تنبّه النّمل ليدخلوا البيوت، فسمع سليمان ما تقوله النّملة، فتبسّم ضاحكاً، حيث ذكرت النّملة أنّ سليمان وجنوده لا يمكن لهم أن يتعمدوا الإيذاء حين قالت أنّهم لن يشعروا بدهسنا، وشكر الله على ما أنعم به عليه وعلى والديه، قال -تعالى-: (فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ).
قصة ۏفاة سيدنا سليمان
قضى الله -تعالى- بمۏت سليمان -عليه السّلام-، وكان حينها متّكئاً على مِنسأته -عصاه-، قال -تعالى-: (فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ)، والمعنى أنّه ماټ وبقي واقفاً يتّكئ على العصا، حتى أكلت دودة الأرضة العصا فسقط على الأرض، وحينها علم النّاس بمۏته.
وكان ذلك بعد سنة من وقوفه، وفي مۏته بهذه الطّريقة إظهار لكذب الجنّ الذين كانوا يدّعون علمهم للغيب، فلم تعلم الجنّ بمۏت سليمان -عليه السّلام- إلّا بعد أن سقط على الأرض،وقد كان الجنّ في هذه الفترة ينشغلون ببناء بيت المقدس.
معجزات سليمان عليه السلام
امتازت معجزات سليمان -عليه السّلام- بدوامها ومرافقتها له طيلة حياته، وقد شكر الله -تعالى- بما أنعم عليه من هذه المعجزات،ومن هذه المعجزات:
تسخير الرّيح
قال -تعالى-: (وَلِسُلَيمانَ الرّيحَ عاصِفَةً تَجري بِأَمرِهِ إِلَى الأَرضِ الَّتي بارَكنا فيها وَكُنّا بِكُلِّ شَيءٍ عالِمينَ)،فقد كانت الرّيح تسير بأمره، وتتوجّه حيثما يأمرها، وبأمره تحرّك السّحاب لتمطر بحسب أمر سليمان لها، وبقيت الرّيح تحت أمره طوال حياته.
تسخير الجنّ
قال -تعالى-: (وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ)، فقد كانت الجنّ تعمل بين يديه بتوجيهه، وتأخذ الأمر منه، فيأمرهم بالقيام بما ينفع مملكتهم، ويدير شؤونهم، فأقاموا المحاريب ودور العبادة، وكان لهم إنجازات عظيمة في فنّ العمارة، وأحواض الماء وهي ما تعرف بالجِفان،
وصنعوا الأواني، والصّوامع الثابتة وهي القدور الرّاسيات، ومنهم من أمرهم بالغوص في البحار لاستخراج اللؤلؤ والمرجان، فكان يستفيد ممّا منح الله به الجن من القدرات الخارقة والسرعة العالية، وعلى أيديهم قامت دولتهم.
إسالة النّحاس؛
حيث استخدمه في صناعة السّلاح وغيرها من الصّناعات، قال -تعالى-: (وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ)، فكان الحديد يسيل بين يدي الجنّ، فيقومون بتشكيله ثم يجمد على هيأته.
فهم كلام ما لا ينطق من الحيوانات، والحشرات، والجمادات، والنّباتات
وقد ورد ذكر فهمه للطّير لأنّ الطّير كان مسخَّراً بين يديه، فكان يفهم كلام الطّيور، وينقل الكلام لقومه ليتّعظوا به.