استقبال أهل المدينة للرسول
الله عنه قال مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على جوار من بني النجار وهن يضربن بالدف ويقلن نحن جوار من بني النجار يا حبذا محمد من جار وذكر القشيري أن ذلك كان عند مقدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة كما ورد في تفسير القرطبي.
السعي لاستضافته كانت المدينة كلها قد خرجت لإستقبال رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يوما لم تشهد المدينة له مثيل وكأنه يوم عيد وعلى الرغم من أن أهل المدينة لم يكونوا أغنياء جدا ألا أن كل واحد منهم حرص على استضافة النبي صلى الله عليه وسلم فى بيته فكلما مرت ناقة رسول الله بباب أحدهم أخذ بخطام الناقة ودعا النبي عليه الصلاة والسلام أن ينزل ضيفا عنده.
إكرام ضيافته ذكر أن زعماء الأنصار تطلعوا إلى استضافة الرسول صلى الله عليه وسلم فكلما مر الرسول صلى الله عليه وسلم بأحدهم دعاه للنزول عنده فكان يقول لهم دعوا الناقة فإنها مأمورة.
فى بيوتهم كل ذلك دليل أن حب الله ورسوله وحبهم لدينهم وكتابهم الذي جاء به قد تمكن من قلوبهم. كان في استقبال أهل المدينة لرسول الله صلى الله عليه وسلم تسلية ومواساة لقلبه الشريف ففتحت له قلوب وبيوت أهل المدينة بعد أن هاجر من مكة إلى المدينة التي هي أحب البقاع إليه بسبب إيذاء المشركين له ومحاولة قټله وصدهم عن دعوته ودينه وهو الذي كان يسعى ليدخلهم في دين الله الحق خوفا عليهم أن يهلكوا فإن قال له أهل مكة لا مكان لك بيننا فأهل المدينة قالوا له إن قدومك إلينا يوم عيد وفرح. حب العطاء والإيثارعند الأنصار وقد ظهر ذلك حين وصل المهاجرون إلى المدينة ففتح لهم الأنصار بيوتهم وشاركوهم أموالهم ومتاعهم وقاسموهم كل شيء ودل على ذلك قول الله تعالى يحبون من هاجر إليهم أي من كرم هؤلاء الأنصار وشرف نفوسهم ورفعتها أنهم أحبوا المهاجرين وواسوهم بأموالهم وبكل ما ملكوا. تجلت في قصة استقبال أهل المدينة لرسول الله صلى الله عليه وسلم العديد من الفوائد ومنها التخفيف عن قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومواساته بعد الذي لحقه من إيذاء وطرد قريش له فكان في المدينة واستقبال أهلها له أجمل عوض.
اللهم صلي على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم