خطبة الوداع

موقع أيام نيوز

صلى الله عليه وسلم خطبة بليغة وقد وردت بأحاديث تعدد رواتها ومن تلك الروايات
رواية نفيع بن الحارث الثقفي رضي الله عنه أن رسول الله قال إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا وستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم ألا فلا ترجعوا بعدي ضلالا يضرب بعضكم رقاب بعض ألا ليبلغ الشاهد الغائب فلعل بعض من يبلغه أن يكون أوعى له من بعض من سمعه.
يقول عمرو بن الأحوص رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في حجة الوداع للناس أي يوم هذا قالوا يوم الحج الأكبر قال فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم بينكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا ألا لا يجني جان إلا على نفسه وألا لا يجني جان على ولده ولا مولود على والده ألا وإن الشيطان قد أيس أن يعبد في بلادكم هذه أبدا ولكن ستكون له طاعة فيما تحتقرون من أعمالكم فسيرضى به.
حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب في حجة الوداع فقال اتقوا الله ربكم وصلوا خمسكم وصوموا شهركم وأدوا زكاة أموالكم وأطيعوا ذا أمركم تدخلوا جنة ربكم.
ولا شك أن استقراء الروايات السابقة تضع اليد على معان بالغة الأهمية منها ما ورد الأمر والوصية به في خطبة عرفة ومنها ما حمل توجيها شرعيا جديدا وبيان ذلك
تحريم الأشهر الحرم وبيان عظمة يوم النحر وهو العاشر من شهر ذي الحجة وكذلك حرمة بلد الله الحړام مكة المكرمة. أكدت خطبة يوم النحر على أن الډماء والأموال والأعراض محرمة كما حرمت الأشهر الحرم ويوم النحر وبلد الله الحړام. النهي عن الاختلاف والافتراق وشق صف الجماعة وأن ذلك سبيل للتهارج والاقتتال والتناحر. بيان أن كل إنسان مرهون بذنبه وهو يتحمل تبعات أفعاله في الدنيا والآخرة وهذا نهج لم تألفه العرب في الجاهلية إذ كانوا يأخذون الأسرة والقبيلة بجريرة فرد فيها. التحذير من الاستجابة لوساوس الشيطان فيما يحقر في أعينهم من صغائر الذنوب وكبيرها. التأكيد على أهمية الأخوة في الدين. الوصية بتقوى الله تعالى والحث على أداء الصلوات الخمس والحرص على صيام شهر رمضان والتأكيد على أداء الزكاة لمستحقيها والأمر بطاعة ولاة الأمر وبيان أن ثواب ذلك يكون بدخول الجنة. حملت خطبة يوم النحر الأمر بحمل علم الدين ورسالة الإسلام وتبليغها لمن لم يحضر أو يسمع فلعل غائبا يكون أفقه ممن حضر. حرص النبي صلى الله عليه وسلم على سؤالهم عن تبليغه رسالة ربه وأشهدهم الله تعالى على إقرارهم له بالبلاغ. خطبة أيام التشريق وفي أوسط أيام التشريق في منى الذي اشتهر بتسميته بيوم الرؤوس لأن الحجاج يأكلون فيه
رؤوس الأضاحي في ذلك اليوم خطب النبي صلى الله عليه وسلم بالمسلمين خطبة عظيمة تجدد الأمر فيها والتأكيد على حرمة الډماء والأموال والأعراض كحرمة أيام الحج وشهره وبلد الله الحړام ويحمل التكرار لهذه المسألة دلالة على شدة وعظمة العناية بها وأهميتها وفي هذه الخطبة إشارة واضحة على قرب ودنو أجل النبي صلى الله عليه وسلم إذ ودعهم وقد حملت الرواية تأكيدا على ذلك إذ لم يطل مكث النبي عليه الصلاة والسلام في الدنيا بعدها وذكر الناس بمرجعهم إلى ربهم وأنهم سيسألون عن أعمالهم كما تكرر الأمر بتبليغ توجيهاته ووصاياه لمن لم يحضرها من الناس.

تم نسخ الرابط