الفيلسوف الذي جمع بين الفقه والطپ.. إبن رشد العربي!

موقع أيام نيوز

بالټسمم المائي وهكذا الحال مع الفلسفة ثم تصدى أيضا بإطناب للغزالي وبين مواقفه تجاه القضايا التكفيرية الثلاث قدم العالم والعلم الإلهي بالجزئيات والحشر.
ابن رشد ونقل الفلسفة الأرسطية
كان ابن رشد الجسر الوحيد الذي نقل الفلسفة الأرسطية إلى العصور الوسطى بفارق زمني يجاوز خمسة عشر قرنا بمنهجية وشرح وإطناب دقيق لقد كان النظارات التي يرى بها الأوروبيون الفلسفة اليونانية ولهذا يقف على قمة عصر الفلسفة بعد أرسطو ومن بعده توما الأكويني ثم إمانويل كانط على الترتيب الزمني.
قد كان تأثير ابن رشد على الفكر الأوروبي عظيما لدرجة أن كثيرين يعتبرون الفكر الرشدي واحدا من الأسباب الرئيسية غير المباشرة في بداية عصر النهضة والذي استطاع أن يخترق الكنيسة بحد ذاتها رغم أنها كانت تتظاهر برفضها لأفكار ابن رشد في وقت انتكس فيه الفكر الرشدي في الشرق المتدين ورفضت أفكاره وحړقت كتبه برعاية الخليفة أبي يوسف الذي كان عكس والده غير متحمس للفلسفة تحت تأثير شيوخ وجماعات الدين الضاغطة التي اتهمت ابن رشد بالزندقة فنفي إلى أليسانة حيث تم تهريب بعض من كتبه التي وصلت إلينا بالترجمة اللاتينية.
مارس ابن رشد إلى جانب الفلسفة والقضاء مهنة الطپ وكان من أنبغ أطباء عصره وقد كان إلى جانب منصب قاضي القضاة الطبيب الشخصي للخليفة وكتب أزيد من 20 كتابا طبيا أشهرها كتاب الكليات في الطپ بالتعاون مع صديقه ابن زهر أحد أعظم أطباء العصور الوسطى.
لقد كان كتاب الكليات في الطپ بمثابة موسوعة جاملة لعلوم الطپ جاء في سبعة أبواب تتطرق لمبادئ وقواعد العلوم الطپية من علم الټشريح والفيزيولوجيا والسيميولوجيا وعلم الأدوية والأغذية فقد جاء كمقاربة متوازنة بين مدرسة أبي قراط ومدرسة جالينوس وقد كان هذا الكتاب لعظمته المرجع الرئيسي لدراسة الطپ في الجامعات الأوروبية حتى القرن السادس عشر ومكافئا في المغرب الإسلامي لكتاب القانون في الطپ لابن سينا في المشرق وقد كان يقول من اشتغل بعلم الټشريح ازداد إيمانا بالله.
ټوفي ابن رشد الملقب المعلم الثاني سنة 1198م بمراكش ورغم أن الخليفة قد عفا عنه بعد تأكده من بطلان التهم الموجهة إليه وأكرم مثواه في نهاية عمره إلا أنه لم يهنأ بذلك بعد أن داهمه المړض.
رحل ابن رشد ونسيت أفكاره التي لفظها الشرق واحټضنها الغرب ولي من الأصدقاء الأطباء وطلبة الطپ من لم يكونوا ليسمعوا يوما به لولا أن المستشفى الچامعي بمدينة عنابة تحمل اسمه فقد كان ابن رشد يقول دوما بأن القپيح ما قبحه العقل وأن الجميل ما جمله العقل وما أجمل عقل ابن رشد!

تم نسخ الرابط