الأجر المترتب على صيام ستة أيام من شهر شوال وفي ذلك زيادة من الخير ويشار إلى أن الله سبحانه وتعالى منح ذلك لكل مسلم بعد فراغه من صيام شهر رمضان المبارك.
جبر النقص في الفرائض يضعف المسلم في بعض الأحيان في شهر رمضان أمام أهوائه وشهواته فيسقط تارة في نقص العبادة ويسهو تارة أخرى فيقترف ذنبا يحول بينه وبين إتمام صيامه بالهيئة المطلوبة ولذلك أكرم الله سبحانه وتعالى المسلم بنيل الفرصة لصيام هذه الأيام وذلك لتعويض النقص الذي حصل في عباداته في شهر رمضان فصيام هذه الأيام يماثل أداء صلاة النافلة التي تجبر النقص الحاصل في صلاة الفريضة قال النبي صلى الله عليه وسلم إن أول ما يحاسب الناس به يوم القيامة من أعمالهم الصلاة قال يقول ربنا جل وعز لملائكته وهو أعلم انظروا في صلاة عبدي أتمها أم نقصها فإن كانت تامة كتبت له تامة وإن كان انتقص منها شيئا قال انظروا هل لعبدي من تطوع فإن كان له تطوع قال أتموا لعبدي فريضته من تطوعه ثم تؤخذ الأعمال على ذاكم.
دلالة على قبول الصيام يعد صيام المسلم بعد انقضاء شهر رمضان دليلا على قبول صيام شهر رمضان فتوفيق المسلم إلى أداء الطاعة بعد طاعة علامة على قبولها من الله سبحانه وتعالى ولا يوفق إلى أداء هذه الطاعة إلا من قبلت منه الطاعة الأولى وفي المقابل فإن من يتبع طاعته بمعصية فإن ذلك يعد دلالة على عدم قبول الطاعة التي سبقتها ويعد صيام المسلم بعد انتهاء شهر رمضان من باب شكر العبد لربه سبحانه وتعالى على إعانته على صيام رمضان المبارك ورغبته في الاستمرار في التقرب إليه والإكثار من أداء الطاعات والقربات قال سبحانه وتعالى ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون.
فرصة للتقرب إلى الله يعد صيام التطوع دليلا على حب العبد أداء الطاعات ودليلا على رغبته في مواصلة أدائها إذ يعد صيام هذه الأيام الستة فرصة للمسلم إن أراد الارتقاء بمنزلته عند الله سبحانه وتعالى وقد جاء في الحديث القدسي الذي يرويه النبي محمد صلى الله عليه وسلم عن الله سبحانه وتعالى إذ قال وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه وما زال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به و بصره الذي يبصر به و يده التي يبطش بها و رجله التي يمشي بها و إن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه.