الرحمن ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء وكان إذا سمع بكاء الصبي وهو في صلاة الجماعة فيسرع في الصلاة رحمة بأمه وكان يحمل ابنة بنته وهو يصلي إذا قام حملها وإذا سجد وضعها.
دائما للبشر كان صلى الله عليه وسلم دائم البشر سهل الخلق لين الجانب يتغافل عما لا يشتهي ولا ييئس راجيه وإذا تكلم جلس الصحابة يستمعون له كأنما على رؤوسهم الطير وإذا سكت تكلموا وكان لا يقطع على أحد حديثه.
العدل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مثالا يقتدى به في العدل وكانت أفعاله وأقواله وحياته كلها تطبيقا واقعيا لهذه الصفة الخلقية العظيمة فقد قال سبعة يظلهم الله تعالى في ظله يوم لا ظل إلا ظله وذكر منهم إمام عدل وقد حذر أمته من الظلم أشد التحذير حيث قال من أعان على خصومة بظلم أو يعين على ظلم لم يزل في سخط الله حتى ينزع.
ومن أبرز المواقف الدالة على عدله إقامته لشرع الله تعالى ولو على أقرب الناس إليه فقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حاډثة المرأة المخزومية التي سړقت أنه قال والذي نفس محمد بيده لو أن فاطمة بنت محمد سړقت لقطعت يدها بالإضافة إلى عدله بين أزواجه وتحمل ما قد يقع من بعضهن بسبب الغيرة.
الصفح والعفو كان العفو سجية جلية من سجاياه عليه السلام وكان عفوه دليل أبلج على أن الإسلام لا يحمل الحقد على أحد وإنما هو رسالة تحمل العفو والصفح عمن ظلم وأساء وعندما جاء يوم فتح مكة كان عليه السلام مستحضرا لما فعله مشركو قريش من أذى واضطهاد وقتل وإبعاد للمؤمنين لكنه غلب جانب العفو والغفران وعفا عنهم جميعا.
الكرم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مثالا يقتدى به في الجود والكرم فقد كان يعطي من غير أن يفكر للحظة بالفقر أو نقص المال لأنه كان موقنا بأن الرزق بيد الله عز وجل وعلى ثقة بفضله سبحانه وتعالى وقد دل على ذلك قول أنس بن مالك رضي الله عنه ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام شيئا إلا أعطاه قال فجاءه رجل فأعطاه غنما بين جبلين فرجع إلى قومه فقال يا قوم أسلموا فإن محمدا يعطي عطاء لا يخشى الفاقة.
وروي أن امرأة أهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم شملة منسوجة فلبسها النبي صلى الله عليه وسلم وهو محتاج إليها وبينما هو جالس مع أصحابه رضي الله عنهم رآها رجل منهم فقال يا رسول الله ما أحسن هذه فاكسنيها فقال نعم وبعدما ذهب النبي عليه الصلاة والسلام لامه أصحابه قالوا ما أحسنت حين رأيت النبي صلى الله عليه وسلم أخذها