دور الأم في تربية الأبناء يتناسب البناء الجسمي والنفسي للأم مع تربية الأبناء بدءا من تغذيتهم والاعتناء بصحتهم وملبسهم وصولا إلى منحهم مشاعر الحب والحنان التي تكسبهم السعادة والشعور بالأمان كما تدعم الأم نمو أبنائها البدني والعقلي والنفسي وتساهم بشكل أساسي في دمجهم مع محيطهم الأسري والاجتماعي وتكوين شخصياتهم ويكون الأبناء أكثر تعلقا بأمهاتهم خلال فترة الطفولة المبكرة الممتدة من الشهر التاسع من عمر الطفل حتى عمر السنة والنصف ففي حال عزل الأبناء عن أمهم خلال هذه الفترة لمدة ثلاثة إلى خمسة أشهر فإن ذلك يؤثر سلبا على نموهم البدني والعاطفي والاجتماعي واللغوي.
هناك رابط عاطفي قوي للغاية بين الأم وأبنائها فهي أول من يشعر بهم ويدرك احتياجاتهم قبل أي أحد كما تركز الأم على التواصل شفهيا مع أبنائها تبعا لتكوينها الأنثوي الذي يجعلها تحبذ هذا النوع من التواصل مما يقوي العلاقة بينهما ويجعلها مسؤوولة في نظرهم عن الانضباط في المنزل وتحديد قواعد السلوك كما تضحي الأم بحاجاتها الشخصية في سبيل تحقيق احتياجات أبنائها وتبدأ مشاعرها هذه منذ فترة الحمل ومن الأدوار الأخرى التي تقع على عاتق الأم في تربيتها لأبنائها ما يأتي
توفير بيئة سليمة تدعم نمو الأبناء وتطور مهاراتهم وذلك من خلال توفير مساحات خاصة للحركة واللعب ومنحهم فرصة إطلاق طاقاتهم وإبداعاتهم. إدراك مشاعر أبنائها وما يدور في خلدهم من خلال تصرفاتهم وتعبيراتهم اللفظية. دعم ثقة الأبناء بأنفسهم من خلال تواجدها حولهم دائما ومساعدتهم على تطوير مهاراتهم. خلق نوع من الترابط الأسري وذلك من خلال حرصها على قضاء أطول وقت ممكن مع أبنائها وجمعهم حول مائدة الطعام في كل وجبة خلال اليوم مما يقوي المعاني الأسرية لديهم ويزيد من محبتهم لأسرتهم والارتباط بها. تعليم أبنائها الإيجابية من خلال رؤيتهم صمودها وعدم استسلامها وقدرتها على التعامل مع مصاعب الحياة وتحمل التعب والإرهاق لرعايتهم. تعليم أبنائها المثابرة من خلال التعبير لهم عن مدى رضاها وشعورها بالسعادة والإنجاز عندما يرونها منهكة. أهمية دور الأم في تربية الأبناء ترى الأم في أطفالها نعمة من نعم الله عليها وتتحمل أعباء تغذيتهم والعناية بهم حتى يتمكنوا من الاعتماد على أنفسهم فتلك المهام تتطلب منها مشاعر فياضة من الصبر والمثابرة كما تعتبر الأم المعلمة الأولى في حياة أبنائها فهي من تعلمهم المهارات الأساسية في حياتهم كالكلام والمشي كما أنها مصدر جميع المعلومات والحقائق والمشاعر بالنسبة لهم فهي من تعلمهم المشاعر الإنسانية كالحب والرحمة والمودة والأخلاق الحميدة كالمساواة والاحترام والكرم.
يتأثر الأبناء بكل ما يحيط بهم وتحتفظ عقولهم بما يراقبونه خلال يومهم ويقلدونه باستمرار ونظرا إلى أن الأبناء يقضون معظم أوقاتهم مع الأم فإنهم يتأثرون بها كثيرا ويصدقونها ويطيعونها لذلك فالأم هي المسؤوولة الأولى عن سعادة أبنائها