وسائل السوشل ميديا تعبث بصحتنا النفسية..
هكذا كل يوم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يمكن للأشخاص مقارنة أنفسهم بصورة سريعة وسهلة مع الآخرين، يمكن أن تؤدي هذه المقارنات المستمرة إلى تقييم سلبي للذات، حيث يشعر الأفراد بأنهم ليسوا بمستوى الآخرين.
هذه الفتاة تحب مظهرها الرقيق، وملابسها التي اخترتها بذوقها، بينما ذلك الشاب اعتاد أن يحب المصيف في منطقة نائية هادئة، ولا يميل للرياضات الثقيلة، أما هذه الأم الشابة، فهي تَعلم أن طفلها غير حركي، هو يفضل حل البازل والتعامل مع المعضلات العقلية.
في السابق ستجد أن كلاً من هؤلاء يشعر أن حياته جيدة وأنه يُحقق نجاحاً كافياً في منطقته التي يتميز بها، فالفتاة ذات صيحة مميزة في اختيار الملابس، والشاب يشعر بالتميز لتمكنه من السفر واختيار ما يريد، والأم تشعر أنها أم جيدة لتنمية مهارات طفلها التي يفضلها ويبرع بها.
لكن اليوم مع التقدم التكنولوجي لن تجد هؤلاء سعداء، فليس هذا هو النموذج الأمثل الذي تقدمه السوشيال ميديا على كونه النموذج الصحيح والمميز.
الفتاة ستقارن ذاتها بما تراه من صور الأخريات عبر الإنستغرام، ستجد ذاتها مختلفة عنهن، للأسف لن تنظر لهذا الاختلاف كنقطة تميز وأنها ليست مجرد شكل آخر في خط إنتاج ينتج نفس الشكل والمحتوى، بل سترى أنها أقل جمالاً وأناقة، وبالتالي أقل جاذبية ولن تحظى بالإعجاب، لتشعر بالفشل والرغبة في تغيير ذاتها فقط كي تصبح كالآخرين وتحظى بالرضا المجتمعي الذي يمنحها رضا عن الذات.
أما الشاب فلم يعد المصيف الهادئ يعنيه، بل يتطلع لأن يكون من رواد "الساحل الشرير" أو "الطيب" على الأقل، فهو لن يشعر أنه مميز وأنه "ابن ناس" إلا بعد قيامه بنشر صوره هناك مع "فورمة" جسد لا يميل لها، ولكنه سيفعلها ليحظى بالقبول المجتمعي فيستطيع وقتها قبول ذاته وحبها.
أما الأم فهي في مُعضلة حقيقية مع شعور حاد بالتقصير، وهي تقول لذاتها: "يالهول كل هؤلاء الأمهات الجيدات يتنقلن من تمرين لآخر من أجل أطفالهن، كل طفل من هؤلاء لديه أم جيدة جعلته يشارك في رياضتين أو ثلاث على الأقل، تقضي الأمهات اليوم بأكمله في النادي ليلحقن تمريناً تلو الآخر،
مع لقيمات سريعة من وجبات سريعة كذلك أعدت على عجل لتقدم للأسرة أمام حمام السباحة أو ساحة "الباسكت بول"، ليعودوا في نهاية اليوم منهكين يقومون بأداء الواجبات المدرسية على عجل ليناموا ويبدأوا يوماً جديداً لا يختلف عن سابقه.