ضرر العزلة النفسية يعادل تدخين 15 سيجارة يومياً.. و وزارة الصحة تحذر!
وبالنظر إلى هذه المشكلة الخطيرة، طالب مورثي بضرورة وضع سياسات جديدة تعزز التواصل الاجتماعي، والعمل بشكل جماعي على إصلاح النسيج الاجتماعي للمجتمعات، للتصدي لهذه المشكلة والحد من تأثيراتها السلبية على صحة الأفراد.
دراسات تثبت ذلك..
في حين أفادت إحدى الدراسات المشار إليها في تقرير مورثي، بأن تراجع الروابط الاجتماعية قد تسارع خلال جائحة كوفيد-19، إذ تراجع حجم شبكات الصداقة بنسبة 16% بين عامي 2019 و2020. ووفقًا لنسبة 49% من الأمريكيين في عام 2021، فإن لديهم "ثلاثة أصدقاء مقربين أو أقل"، بزيادة عن نسبة 27% في عام 1990.
وتشير دراسة نُشرت في مجلة Aging العام الماضي إلى أن مشاعر الوحدة والتعاسة واليأس يمكن أن تُسرّع الشيخوخة بعام وثمانية أشهر، وهو ما يفوق تأثير التدخين بخمسة أشهر.
وفيما يتعلق بتأثير التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي، ولا سيما على الشباب والمراهقين، أشار تقرير مورثي إلى دراسة وجدت أن ثلث الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 18 عاماً في الولايات المتحدة متصلون بالإنترنت "بشكل مستمر تقريباً"، بزيادة عن نحو خُمسهم في عام 2015. وقد يؤدي هذا الاعتماد على التكنولوجيا إلى تراجع الروابط الاجتماعية الواقعية والتفاعل المباشر بين الأشخاص.
أسباب الميل إلى العزلة والانطواء
تتعدد الأسباب التي تجعل الشخص يتجنب الاندماج مع الأشخاص من حوله ويفضل البقاء بمفرده، وتشمل:
- اعتياد الشخص على الوحدة من الصغر
فعندما ينشأ في بيئة غير اجتماعية سوف يصبح أكثر ميلًا وتعودًا على العزلة، ويزداد الأمر إن كان أحد الوالدين يتمتعان بالصفة ذاتها، أو كلاهما. - عدم الثقة بالنفس
تعد مشكلة عدم الثقة بالنفس من أهم الأسباب التي تدفع الأفراد إلى الانطواء والعزلة الاجتماعية، حيث يجد الشخص صعوبة في التواصل مع الآخرين والتفاعل معهم، ويفضل البقاء بمفرده. قد تنشأ هذه المشكلة منذ الصغر، إذا ما كان لدى الطفل مشكلة أو عيب وقام الأطفال المحيطين به بالتنمر تجاهه، مما يهتز بهذا الطفل الثقة بنفسه ويشعر بالراحة فقط إذا كان بمفرده. ومع الوقت، يتطور هذا العدم الثقة بالنفس ويؤثر على القدرة على التواصل الاجتماعي والتفاعل مع الآخرين فيما بعد.