الفيلسوف الذي جمع بين الفقه والطب.. إبن رشد العربي!
رغم أن ابن رشد كان في صف المتكلمين، إلا أنه كان يحمل أفكاره الخاصة التي رغم توافقها العام مع ابن سينا والفارابي، إلا أنها لا تعني التطابق التام، ومن أشهر مخرجات هذا النقاش الكتاب المعروف للغزالي "تهافت الفلاسفة"
الذي هاجم فيه بشدة وحدة المتكلمين المعجبين والمتبنين للفلسفة اليونانية، لدرجة أنه في النهاية أصدر فتوى بتحريم الاطلاع على كتب الأقدمين لما فيه -حسبه- من خطر على العقيدة.
قد ورد في كتاب "تهافت الفلاسفة" عشرون قضية، ثلاث منها اعتبرها تكفيرية، وهي: "قدم العالم، وعلم الله بالكليات والجزئيات، والحشر".
سعى ابن رشد في كتابه "تهافت التهافت" إلى التأكيد على أن لدى الفلسفة والدين نفس الغاية، وهي الوصول إلى الحقيقة، وأن الاختلاف بينهما ليس في الجوهر؛ بل في الطريقة فقط، وأراد أن يبين أن الهجوم على الفلاسفة المتأثرين بالفلسفة اليونانية باطل؛ لأن:
أولًا: أفكار هؤلاء لا تعكس بالضرورة أفكار أرسطو، وذلك لعلمه الكبير في شرح الفلسفة الأرسطية، فدعا إلى الرجوع إلى أصل الفكر الأرسطي النقي بدل الحكم عليه من خلال آراء ابن سينا.
ثانيًا: أن الفلسفة اليونانية بذاتها فيها من الصواب ما يجب أخذه، وأنها ليست الطريق نحو الزندقة، كما يزعم التكفيريون، إلا إذا لم يحسن المطلع توظيفها وذاك مشكل يعني المُطَلِعَ ولا يعني المُطَلَعَ عليه
واستدل على ذلك بمثال طبي قائل إن الماء برغم أنه ضروري إلا أن الإكثار منه يمكن أن يؤدي إلى الوفاة بالتسمم المائي، وهكذا الحال مع الفلسفة، ثم تصدى أيضًا بإطناب للغزالي وبيّن مواقفه تجاه القضايا التكفيرية الثلاث؛ قِدمُ العالم، والعلم الإلهي بالجزئيات، والحشر.