الفيلسوف الذي جمع بين الفقه والطب.. إبن رشد العربي!
لقد كان كتاب "الكُلِّيات في الطب" بمثابة موسوعة جاملة لعلوم الطب، جاء في سبعة أبواب، تتطرق لمبادئ وقواعد العلوم الطبية؛ من علم التشريح والفيزيولوجيا والسيميولوجيا وعلم الأدوية والأغذية، فقد جاء كمقاربة متوازنة بين مدرسة أبي قراط ومدرسة جالينوس، وقد كان هذا الكتاب لعظمته المرجع الرئيسي لدراسة الطب في الجامعات الأوروبية حتى القرن السادس عشر، ومكافئًا في المغرب الإسلامي لكتاب "القانون في الطب" لابن سينا في المشرق، وقد كان يقول: "من اشتغل بعلم التشريح ازداد إيمانًا بالله".
توفي ابن رشد، الملقب المعلم الثاني، سنة 1198م بمراكش، ورغم أن الخليفة قد عفا عنه بعد تأكده من بطلان التهم الموجهة إليه وأكرم مثواه في نهاية عمره، إلا أنه لم يهنأ بذلك بعد أن داهمه المرض.
رحل ابن رشد ونُسيت أفكاره التي لفظها الشرق واحتضنها الغرب، ولي من الأصدقاء الأطباء وطلبة الطب من لم يكونوا ليسمعوا يومًا به لولا أن المستشفى الجامعي بمدينة عنابة تحمل اسمه، فقد كان ابن رشد يقول دومًا بأن القبيح ما قبّحه العقل وأن الجميل ما جمّله العقل، وما أجمل عقل ابن رشد!