قصة يوسف عليه السلام
لنا الكيل وتصدق علينا إن الله يجزي المتصدقين فرجوه أن يتصدق عليهم ويرحم ضعف أبيهم الذي فقد بصر عينيه من فراق أبنائه وحين علموا أنه أخيهم يوسف طلبوا منه الاستغفار لهم فقال لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين وقد أرجع يوسف عليه السلام فعلهم إلى جهلهم وظلمهم لأنفسهم ثم أعطاهم قميصه وطلب منهم أن يرجعوا إلى أبيهم ويلقوا القميص على وجهه وبشرهم أنه سيعود له بصره وحين رجعوا أحس أبوهم بريح يوسف وألقى البشير القميص على وجه يعقوب عليه السلام فعاد له بصره وطلبوا من أبيهم الاستغفار لهم ففعل وخرجوا جميعهم إلى مصر ليلتقوا بيوسف عليه السلام وعندما دخلوا إليهم سارع إلى أبويه وأمنهم من الخۏف والقحط وجعلهم بجانبه على العرش وألقي إخوته له ساجدين ولما رفعوا رؤوسهم ذكر أباه برؤياه من قبل وحمد الله تعالى على ما أنعمه عليه من الحرية والملك وبأن أصلح الله تعالى بينه وبين إخوته.
امتلأت قصة يوسف بالعبر والمعاني التي ترفع من المستوى الإيماني والأخلاقي والسلوكي للمؤمن وقد ارتكزت هذه القصة على ثلاث محاور أساسية هي الثقة بتدبير الله والصبر على المصېبة وترك اليأس فيتوكل العبد على الله تعالى ويعلم أن كل ما يحصل له فيه حكمة قد يعلمها وقد تخفى عنه وهو في ذلك كله صابر محتسب متوكل على الله تعالى مستسلم لقضائه وقدره وهو لا ييأس من تنزل رحمة الله تعالى عليه فيبقي اتصاله بالله تعالى ودعاءه له حاضرا كما يشكر الله تعالى دائما ويرجع الفضل له أولا وآخرا.
تعد سورة يوسف السورة الثالثة من حيث نزولها بعد سورة الإسراء وهي مكية نزلت بعد أما المرتبة التي تحتلها من حيث ترتيب النزول فهي الثالثة والخمسون وعدد آياتها هو مئة وإحدى عشرة آية وقد نزلت في وقت كان النبي عليه الصلاة والسلام يعاني فيه من الحزن والألم بسبب مۏت عمه أبي طالب وزوجته خديجة رضي الله عنها وهذه السورة كغيرها من السور التي تحتوي على القصص القرآني الذي يعد طريقة بيان للأسلوب الدعوي الذي اتبعه الأنبياء عليهم السلام كما تعد مصدرا إلهيا لمعرفة أنبيائه عليهم السلام وقصصهم وبهذه المعرفة تستقيم حال العبد وتصح هدايته وإيمانه لأنه يتبع الأنبياء عليهم السلام ويقتدي بهم عند معرفته لحقيقة ما حصل معهم.