أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد (رضي الله عنها)
ورد بعدة روايات في البخاري وغيره. يقول ابن حجر في شرح هذا الحديث لما دعا الرسول ﷺ إلى الإسلام أجابت خديجة طوعا فلم تحوجه إلى رفع صوت ولا منازعة ولا تعب في ذلك بل أزالت عنه كل ڼصب وآنسته من كل وحشة وهونت عليه كل عسير فناسب أن يكون منزلها الذي بشرها به ربها بالصفة المقابلة لفعلها.
حفظ النبي ﷺ لها ذلك الفضل فلم يتزوج عليها في حياتها إلى أن قضت نحبها فحزن لفقدها حزنا شديدا ولم يزل يذكرها ويبالغ في تعظيمها والثناء عليها ويعترف بحبها وفضلها على سائر أمهات المؤمنين فيقول إني قد رزقت حبها ويقول ﷺ آمنت بي إذ كفر بي الناس. وصدقتني إذ كذبني الناس. وواستني بمالها إذ حرمني الناس. ورزقني الله عز وجل ولدها إذ حرمني أولاد النساء. حتى إن السيدة عائشة رضي الله عنها كانت تغار منها غيرة شديدة. وقد أورد البخاري وغيره عدة روايات تبين غيرة السيدة عائشة رضي الله عنها.
وكان النبي ﷺ إذا سمع صوت هالة أخت السيدة خديجة تذكر صوت زوجته فيرتاح. وفي رواية يرتاع كما ثبت في الصحيحين.
فضل السيدة خديجة رضي الله عنها من شواهد السنة النبوية
هنا يظهر ما كانت تتميز به السيدة خديجة رضي الله عنها من رجاحة العقل وحسن العشرة لزوجها فما كان جزاؤها إلا أن بشرها الله عز وجل على لسان جبريل عليه السلام ببيت في الجنة. فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال أتى جبريل عليه السلام النبي ﷺ فقال يا رسول الله هذه خديجة أتت معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب فإذا هي أتتك فأقرأ عليها السلام من ربها ومني. وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا ڼصب.
وموضع الشاهد في هذا الحديث أن النبي ﷺ لم ينس السيدة خديجة رضي الله عنها بعد ۏفاتها لأن كثرة الذكر والمدح والثناء يدلان على كثرة المحبة. كما أن إطعام صواحبها رضي الله عنها وإكرامهن مشعر باستمرار هذا الحب. ومن يتأمل كلام أهل التفسير في قوله تعالى ووجدك عائلا فأغنى أي أن الله أغناك بخديجة رضي الله عنها أدرك فضلها.