رواية عشق الوتر الجزء الثاني بقلم هنا سلامة
قام من على الرملة ووقف وهو بيبصلها وهي عيونها مليانة دموع مخلوطة بكلام كتير نفسها تقولهوله بس مش عارفة..
بص للسماء وبعدين صر"خ بأعلى صوته لدرجة إنه كان حاسس إن زورُه هيتجـ"رج.. وفي اللحظة دي أوتار الكمانجة إلي كانت شجن بتعزف لُه عليها وكان بيزيد عشقُه ليها إتقـ"طعت وإد"مرت بمنتهى القسو"ة.. أحلامُه الوردية إتحولت لكابوس إسود..
أقوله إية؟ أقوله بحبك من أول مرة شوفتك فيها؟ بعشقك من أول لحظة لمست إيدي فيها وأنتَ بتسلم عليا؟ حسيت إني طايرة وأنت حاضني ونفسي أدارى جواك من العالم كُلُه؟ أقولك إية يا فخر.. يا إلي سا"رق قلبي وروحي.. دة أنتَ شغف معزوفتي.. وأنتَ دقات قلبي اللامُبررة .. وفي النهاية تقول إني زي شجن؟؟
إتصدم فخر وشد على إيدها أكتر، فـ قالت بدموع: شوفت بقى.. شوفت إن كل واحد فينا جواه سر !
حست وتر هِنا إن قلبها هيرقص من السعادة.. روحها مش فيها، دة روحها جريت على روحُه تُحضُنها وبعدين رجعت لكيانها تاني عشان ترسم إبتسامة على شفايفها.. هو بيتوه فيها وفي برائِتها.. فـ قال بكسـ"رة: أنا محتاجِك يا وتر
سعادتها زادت، رغم إنها كانت تتمنى كلمة " بحبك " لكن بداية أي حُب " سِر وإحتياج " وأكيد فيه حاجة تالتة تكمل المُثلث دة.. بس هي إية؟؟ عشان معزوفة العشق دي تكمل.. والمايسترو يكون متمزج منها.. أكيد ناقصها حاجة !
بيلا كانت قاعدة حاطة رجل على رجل على الكرسي الخشبي إلي بيتهز بيها، وهي بتلف خُصُلات شعرها على صابعها بمُنتهى الإنو"ثة... وآسر نايم على الأرض قدامها ووشُه أصفر من التعب والإرهاق وقلة الأكل..
قربت منه وبا"ستُه من خدُه وهي بتطبطب عليه، فتح عيونه وبص لها بغيـ"ظ وإتنهد.. فـ حطت شعرها على جنب واحد وقالت بإبتسامة: أكيد وحشك أكلي.. ووشك يا روحي أصفر خـــالص، هعملك بيكاتا بالماشروم تاكُل صوابعك وراها.. ومتخفش مش هحط شطة عشان أنتَ مش بتحبها.. وناكل سوا بقى ونتفرج على فيلم ونقضي وقت جميل زي أول جوازنا يا قلبي..
بيلا بطاعة: حاضر.. هقلل الملح .. أي طلب تاني؟
نهت حديثها بإبتسامة باردة، فـ بص لها بغيـ"ظ وبعد وشها عنه .. فـ نزلت المطبخ وفتحت التلاجة، طلعت كريمة وفراخ وزبدة..
حطت الزبدة على النا"ر ونزلت الماشروم عليهم.. فـتناغم الماشروم مع الزبدة وهي بتفتكر تناغُم معزوفتها مع معزوفتُه في الأوبرا
آسر بتصقيف: هااايل.. مستحيل تكوني لسة مُبتدئة في عزف الكمانجة
إبتسمت بفرحة وهي حاسة إنها مُراهقة أول مرة تُعجب بحد بالطريقة دي.. فـ قالت بسعادة وهي حاسة إن في فراشات بتطير في بطنها: بجد؟ أنا مبسوطة أوي بكلامك دة.. المهم ميكونش مُجاملة
قفل الكاڤر بتاع الكمانجة بتاعتُه وقال بإبتسامة: لا طبعًا.. أنا مبعرفش أجامل.. حتى لو بنت زي القمر كدة واقفة قدامي زيك.. عمري ما هعرف أجاملها
إبتسمت أكتر وقالت: هصدقك رغم إن شكلك بكاش
قرب وأخد شنطة الكمانجة بتاعتها وقال بإبتسامة واسعة سحارتها: لا طبعًا أنا مش بكذب عليكِ.. صحيح أنتِ إسمك إية؟
إتوترت فجأة وبلعت ريقها وقالت جواها: مالك يا دكتورة.. ما تقولي إسمك.. ما هو دكتور زيك وأكيد هيعرف إسمك من الجامعة.. بس.. بس أنا إسمي مش هيعجبُه أكيد !
ونطقت فجأة بدون تفكير لما لقت بوستر مكتوب عليه " المعزوفة الإيطالية Bella "
قالت بإبتسامة حبست توتر رهيب بين فكيها: بيلا.. إسمي بيلا
فجأة حط إيده على كتفها فـ بعدت وقالت بكسوف: أنا مبحبش كدة يا آسر !
آسر بغمزة: شكلك هتتعبيني.. بس براحتك.. إية رأيك أعزمك على بيكاتا في مطعم رائع.. أنتِ بيتك فين؟
إتوترت أكتر وقالت بتنهيدة: في أكتوبر
آسر: يا محاسن الصدف.. يبقى أكيد تعرفي المطعم دة.. كل بتوع أكتوبر يعرفوه..