امرأة لا تخشى الوداع بقلم الكاتبة مــروة أحمـــد
قطة قصيرة
كانــت نانســي الفتــاة ذات الســتة عشــر ربيعــا تســير
متدثــرة بمعطفهــا يلفــح البــرد وجههــا وحبيبــات
المطــر بــدأت تتســاقط علــى شــعرها ونظارتهــا،
كانــت تفكــر هــل سيســعفها الوقــت لتصــل إلــى
منزلهــا قبــل انهمــار المطر ام تحاول أســتقالل ســيارة
أجــرة لنقلهــا ســريعا هــذه المســافة القصيــرة،حينمــا
مــاذا قــد أصــاب حذائهــا فــي تلــك اللحظــة غيــر
المناســبة علــى اإلطــاق لتجــد عينيــن رماديتيــن
متشــبثتان بهــا،نظــرت نانســي ولــم تســتطع أن ترفــع
عينيهــا عــن نظــرات هــذا الكائــن الصغيــر وبــدون
مقاومــة اقتربــت منهــا وأخرجــت مــن حقيبتهــا
الفــرو ظلــت تتأملهــا للحظــة وهــى ال تــدرى مــاذا
ســتفعل بهــا،شــعرت بهــذا الكائــن يرتجــف بيــن
أصابعهــا مــن البــرودة ولكنهــا تحــرك رأســها علــى
معطــف نانســي باطمئنــان،اتخــذت نانســي قرارهــا
باصطحــاب ذلــك الكائــن الصغيــر إلــى المنــزل،
والديهــا،ألنهمــا يخافــان عليهــا بشــده فهــي أبنتهمــا
الوحيــدة،األمــر الــذي جعلهــم يقيدونهــا فــي أمــور
كثيــرة،مثــل أن يكــون لديهــا الحريــة فــي أختيــار
أصدقــاء وتكويــن صداقــات،ذلــك األمــر الــذي لــم
ينجــح حتــى اآلن رغــم محاوالتهــا الكثيــرة ولكنهــا
ووالدتهــا .ولكنهــا قــررت أخيــرا أن تمنــح هــذا
الكائــن الصغيــر فرصــة،وضعــت خطــة لدخولهــا
المنــزل تعتمــد علــى االتجــاه بهــدوء إلــى غرفتهــا
مباشــرة،ثــم حينمــا يأتــي الصبــاح ســتذهب بهــا
إلــى الطبيــب البيطــري حتــى يفحصهــا ويعطيهــا
مــن هــذا المــكان،فقطــرات المــاء أصبحــت أســرع
وبحجــم أكبــر،طلبــت مــن صديقتهــا الصغيــرة إال
تصــدر صوتــا،وبشــكل مــا فهمتهــا واســتجابت لهــا،
وضعتهــا نانســي فــي جيــب معطفهــا وبــدأت تســرع
أصــوات وأضــواء الســيارات ..كانــت تشــعر بالبهجــة
الول مــرة واكنــت تعلــم أن هــذه المنحــة بســبب هــذا
المخلــوق الصغيــر.
الدخول
كانــت أبــواب المنــزل موصــده ولكنهــا اســتعملت
المفتــاح،واكن هنــاك ضــؤا خافتــا فــي الردهــة،
فهــذا هــو وقــت راحــة والدهــا،وهــو وقــت ممارســة
والدتهــا لشــغفها فــي صنــع الحلــوى والمخبــوزات،
مامــا اآلن فــي المطبــخ،هــذا جيــد،هكــذا حدثــت
نفســها،يمكننــا يــا صغيــرىت أن نعبــر للداخــل
بأمــان،ولكــن قبــل أن تنهــى كلماتهــا !! تســللت
رائحة(الكيــك) المخبــوز إلــى ذلــك األنــف الصغيــر
الجائــع،فأصــدرت مــواء تطلــب مــن ذلــك الطعــام
الشــهى،أرتبكــت نانســي واســتطاعت ان تهــدئ
مــن قطتهــا بكلمــات وحــراكت مبهمــة،ولكــن
كانــت قــد خرجــت والدتهــا مــن المطبــخ ترحــب بهــا
وتســألها كيــف كان طريــق عودتهــا فــي هــذا الجــو
البــارد،حاولــت نانســي جاهــده أن تبــدو هادئــة
قائلــة:أنــا ..أنــا بخيــر تمامــا يــا مامــا،تنظــر حولهــا
متســائله:هــل مــازال أبــي نائمــا؟
أجابت األم:
تعلميــن أن والــدك يســتيقظ علــى رائحــة المخبوزات
اللذيــذة وهــى لــم تخــرج مــن الفــرن بعــد.كادت
نانســي أن تســمع صــوت الكائــن الصغيــر مــرة أخــرى،
فمــرت ســريعا أمــام والدتهــا قائلــة:عــذرا أمــي لقــد
أبتــل معطفــي بســبب المطــر وأريــد أن ادخــل غرفتي
ألغيــر مالبســي حــاال.
أجابــت األم:حســنا حبيبتــي ولكــن ال تتأخــري
علــى موعــد الكيــك،ســأمنحك نصــف ســاعة فقــط.
نانسي:
أشــكرك يــا أمــي.دخلــت نانســي غرفتهــا وأغلقــت
البــاب بإحــكام ثــم اســتردت أنفاســها،ظلــت
لدقيقتيــن تتنفــس بعمــق،أخرجــت صديقتهــا
الصغيــرة وبــدأت بتمشــيط شــعرها القصيــر وتنظيفها
وتجفيفهــا،كانــت تندهــش مــن قصــر ذيلهــا وقصــر
أقدامهــا وصغــر كل شــيء بهــا إال العينيــن الرماديتين
الواســعتين،نظــرت لهــا نانســي بابتســامة رضــا ثــم
بــدأت تحدثهــا
نانسي:
اســمعي يــااا...حســنا ســأختار لــك اســما الحقــا،
لكــن المهــم اآلن أن تعــريف أننــا علــى وشــك أن
نمــر بمــأزق أال أذا تعاونــت معــى.حســنا أعلــم أنــك