‫امرأة لا تخشى الوداع‬ بقلم الكاتبة ‫مــروة أحمـــد‬

موقع أيام نيوز

‫واهلل هــو مظهــرش انــه معــدي إلــى اآلن بس األحســن‬
‫انــه ميبقــاش موجــود إنســان‪:‬عليك نــور يــا كوتــش‪،‬‬
 ‫طــب ويــروح ازاى بقــا؟‬
‫ل‪.‬ك‪:‬الحــل ببســاطه اننــا (نحــرر) قلــة التقديــر‪،‬اي‬
 ‫ده أنــا قلــت نحــرر؟‬
 ‫إنسان‪:‬‬
‫اه قلت نحرر‪.‬‬
‫ل‪.‬ك‪:‬‬
‫واضــح ان التغييــر بقــا بيجــرى فــي كالمــى ببســاطه‬

‫نحــرر يعنــى نمســح أي فكــرة فــي عقلنــا بتقــول ان‬

 ‫النــاس مــش بتقــدرين‪..‬‬
‫إنسان‪:‬‬
‫ااه يعنــى نشــيل طاقيــة االخفــاء اللــى جــوا دماغنــا‪.‬‬
‫ل‪.‬ك‪:‬بالظبــط‪..‬نشــيلها أو حتــى نبيعهــا أو نرميهــا‪،‬‬
‫المهــم انهــا تبقــي مــش موجــوده‪.‬إنســان‪:‬دى حاجــة‬
  ‫جميلــة‪،‬بــس ازاى؟ل‪.‬ك‪:‬‬

 ‫أوال نعترف إننا جوانا قلة تقدير‪،‬تمام كدة؟‬
 ‫إنسان‪:‬‬
 ‫زى الفل‪،‬وثانيا؟ل‪.‬ك‪:‬‬
‫نتنفــس بعمــق ‪ 3‬مــرات بنيــة ان قلــة التقديــر اللــي‬
‫منعانــي مــن إن النــاس تقــدرين تخلــص‪،‬وممكــن‬
‫امشــي مســافة معينــة بنفــس النيــة‪،‬وأخــر حاجــه‬
 ‫اســأل نفســي‪:‬‬
‫أيــه الحاجــة أو الحاجــات اللــي جوايــا اللــي تســتحق‬
‫التقديــر‪،‬وأكتبهــم واألحــط وهمــا بيزيــدو كل يــوم‬
 ‫وأحفظهــم‪.‬‬
  ‫إنسان‪:‬‬
‫واهلل يــا أســتاذ انــت قعدتــك مايتشــبعش منهــا‪،‬‬
‫أنــا حاســس إنــي قاعــد مــع األســتاذ أميــن بتــاع‬
‫البالتــون‪.‬‬
   ‫ل‪.‬ك‪:‬‬
  ‫قصدك احمد امين بتاع حلقات البالتوه؟إنسان‪:‬‬
‫ايوة تمااام‬
  ‫ل‪.‬ك‪:‬‬
‫مهــو األســتاذ احمــد فعــا متفــق معانــا ياخــد مننــا‬
كام حلقــة‪.‬‬
 ‫إنسان‪:‬‬
‫ياااه‪،‬دى حاجة جميلة‪،‬أمتى بقا؟ل‪.‬ك‪:‬‬
‫لما نقلع طاقية األخفاء‬
  ‫أمرأة ال تخش الوداع‬

‫كنــت قديمــا أتــردد كثيــرا علــى بيــت جدتــي أثنــاء‬
‫طفولتــي وبدايــة صبايــا‪،‬كنــت أجــده دائمــا ممتلــئ‬

‫بالقادميــن والمغادريــن وكنــت أجدهــا مرحبــة دائمــا‬
‫بالجميــع‪،‬انطبعــت عنهــا فــي ذاكــريت تلــك الصــورة‬
‫أنهــا ســيدة ال تخشــي الــوداع‪،‬كنــت أتســائل كيــف‬
‫تتركهــم يذهبــون هكــذا بــا وداع‪،‬وىف أحــدى المرات‬
  ‫ســألتها‪:‬‬
‫أال تفتقديهــم عنــد المغــادرة؟ لمــاذا تدعيهــم‬
‫اســتطعت أن تكــوين كذلــك؟‬
 ‫يذهبــون؟ وكيــف‬
‫ابتســمت أبتســامه ال زلــت أذكرهــا‪،‬نصفهــا أعجــاب‬
‫بالســؤال مــن فتــاه صغيــرة لــم تختبــر فــي الحيــاة أال‬
‫القليــل‪،‬لتــرى األمــور بمظهرهــا الخارجــي متناقضــا‬‬‬
‫لمــا تشــعر بــه‪،‬ونصــف االبتســامة األخــر هــو ذلــك‬
‫الحنيــن الــذي تحملــه لؤلئــك المغادريــن والعائديــن‬
  ‫علــى حــد ســواء‪.‬‬
 ‫ثم أجابت بهدوء‪:‬‬
‫زلــت صغيــرة يــا ابنتــي كــي تعــريف أن العمــر‬
 ‫مــا‬
‫لحظــات‪،‬وأن هــذه اللحظــات هــي ميراثنــا الحقيقــي‬
‫ممــن كانــوا معنــا وهــى حقــا مــا ســيتبقى منــا حينما‬
‫نغــادر هــذا العالــم‪.‬وأود ان اتــرك لحظاتــي لــكل مــن‬
‫يتذكــرين كلحظــات مليئــة بالترحــاب‪،‬نعــم يــا ابنتــي‬


‫اشــتاق مثلكــم وىف عمــري هــذا ربمــا أكثــر ولكــن‬
‫أذا عطلتهــم عــن المغــادرة ســيتثاقلون فــي الحضــور‬
‫القــادم وأنــا يــا طفلتــي حقــا اشــتاق لتلــك الزيــارات‬
‫التــي تنبــع مــن أختيارهــم الحــر لهــذا المنــزل وأفعل‬
‫معهــم كمــا أفعــل معكــم‪،‬هــل يمكــن ألحدهــم أن‬
‫يمنعكــم عــن ذهابكــم لدروســكم أو خروجكــم‬
  ‫ً‬‫مــع األصــداء؟ الكبــار كالصغــار أيضــا ال يريــدون‬
‫قيــدت أحدهــم حتــى وأن كان بدافــع‬
 ‫القيــود وإذا‬
‫الحــب ذهــب دون عــودة‪،‬ويكفينــي أننــي أرى فــي‬
 ‫أعينهــم مــاال يقــال بالكلمــات‪.‬‬
‫‪-‬اخبريني يا جدتي ماذا تقول لكى أعينهم؟‬
‫‪-‬أن أعينهــم تفيــض يــا بنيتــي بالكلمــات مــا بيــن‬
‫اشــتقنا لــك ولهــذا المنــزل ولطعامــك وحكاياتــك‬
 ‫وذلــك عنــد عودتهــم‪.‬‬
   ‫‪-‬وماذا تقول لك أعينهم عند المغادرة؟؟‬
‫‪-‬تقــول سنشــتاق كثيــرا لتلــك اللحظــات الدافئــة‬
‫وســنعود ســريعا قــدر المســتطاع‪،‬تقــول أعينهــم‬
‫ســتبقين بالقلــب حتــى لــو ابتعــدت المســافات‪،‬‬
‫وحقــا تلــك الوعــود هــي التــي تســمح لــي أن ادعهــم‬
‫يغــادرون وأنــا أودعهــم بتلــك االبتســامة‪.‬صــدى‬
‫كلماتهــا وتلــك االبتســامة مــا زالــت عالقــة فــي‬
‫ذهنــي حتــى تلــك اللحظــة‪،‬ولكنــك يــا جدتــي لــم‬
‫تعــريف أننــي كبــرت كثيــرا اآلن وأدركــت مــاذا تعنــى‬
‫تلــك اللحظــات‪،‬أدركــت أننا فقــط لحظــات‪،‬لحظات‬
‫أمــل لحظــات لقــاء لحظــات الــم لحظــات اشــتياق‬
‫لحظــات حــب لحظــات صمــت بهــا اكثــر الكلمــات‬
‫حاجــة أن تقــال‪،‬ولحظــات حيــرة‪،‬لحظــات ســعادة‪.‬‬
‫أدركــت يــا جدتــي أن نهايــات القصــص توجــد‬
‫فــي الحكايــات فقــط‪،‬وأن قصصنــا نهايتهــا دائمــا‬
‫مفتوحــة علــى بدايــة أخــرى فــي مــكان أخــر‪،‬ونحن‬
‫فقــط مــن نقيــد أنفســنا فــي ســيناريو واحــد ال نــرى‬
‫البــراح فــي ســواه‪،‬أدركــت يــا جدتــي أننــا نخشــي‬
‫القيــود تمامــا كمــا قلتــى ومــع ذلــك نقيــد أنفســنا‬
‫بمــا شــعرنا أنــه ســيمنحنا الحريــة يومــا مــا‪،‬كنــت‬
‫أتمنــى وجــودك يــا جدتــي معــى فــي هــذه األيــام‬
‫حتــى أحكــي لــك عمــا وصلــت إليــه وأســألك مــاذا‬
‫أفعــل فــي كل مــا أمــر بــه مــن لحظــات؟ نعــم يــا‬
‫جدتــي أشــعر بذلــك الشــوق الــذي ال يهــدأ‪،‬اشــعر‬
  ‫ً‬‫أيضــا بالخــوف‪،‬والرفــض أحيانــا‪،‬اشــعر بالغضــب‬
‫والحــب‪،‬أشــعر بمزيــج مــن المشــاعر للكثيــر مــن‬
  ‫ً‬‫اللحظــات‪،‬ال أعلــم أيضــا أيــن تذهــب قــوة قلبــي؟‪،‬‬
‫هــل كبــرت يــا جدتــي إلــى هــذه الدرجــة؟ لمــاذا‬
‫قلبــي يتأثــر بــكل شــيء؟ اخبرينــي يــا جدتــي لماذا

تم نسخ الرابط