"عبد الوهاب دعدوش: من حلم الطبيب إلى أسطورة الفقد والذاكرة المفقودة"
عبد الوهاب دعدوش: رمز المعاناة والفقد
في عالم مليء بالأحلام والطموحات، يظهر الشاب عبد الوهاب دعدوش كنموذج مأساوي لمعاناة لا حدود لها. كان حلمه أن يصبح طبيباً، يسهم في علاج الناس وتخفيف آلامهم. لكن مسار حياته اتخذ منعطفاً مأساوياً، ليصبح رمزاً للفقد والصدمة.
◼️البداية: في سن العشرين، غادر عبد الوهاب بلدته الصغيرة متوجهاً إلى حماه، حاملاً كتبه وأحلامه الكبيرة. كان يستعد لتقديم امتحان مصيري في كلية الطب، ولم يكن يعلم أن تلك الرحلة ستغير مجرى حياته إلى الأبد.
غاب عن أسرته، وبدأت والدته تنتظر عودته بفارغ الصبر، لكن الأيام تحولت إلى سنوات ثقيلة.
▪️معاناة الأم :مرت السنوات ببطء، وبدأ الأمل يتلاشى شيئاً فشيئاً. كانت والدته تعاني من ألم الفقد، حتى أصيبت بالعمى، إذ لم تعد عيناها تحتملان الدموع التي انهمرت من شدة الحزن. كانت تنتظر عودة ابنها الذي لم يعد، ومع كل يوم يمر، كانت آمالها تتلاشى.
▪️العودة المأساوية :بعد 13 عاماً من الغياب، جاء الخبر المفاجئ: "عبد الوهاب خرج من السچن". هرعت الأم بكل ما تبقى لها من قوة، لكنها صدمت عندما لم تتعرف عليه. كان الوجه الذي أمامها غريباً، شاحباً ومتعباً. فقد عبد الوهاب ذاكرته، حتى اسمه لم يعد يعرفه. كانت نظراته فارغة، وكأن السنوات التي قضاها في السچن سلبت منه حريته وحياته.
▪️تجسد قصة عبد الوهاب دعدوش معاناة آلاف الأمهات في سوريا، اللواتي ذقن مرارة الفقد والصدمة. بينما عاد الكثير من المعتقلين إلى أسرهم، بقي عبد الوهاب في حالة من الذهول، لا يعرف أين يذهب أو عمن ينتظره. إن قصته تذكرنا بأهمية الحرية وضرورة الوقوف مع من يعانون من الظلم، لتكون أصواتهم مسموعة، وآلامهم مفهومة.