قلبه لا يبالي بقلم هدير نور
همهم طاهر بالموافقه قبل ان يغلق الهاتف معها…اخذ منه احدي رجال داغر الهاتف مره اخري..
بينما رفع طاهر نظره الي داغر قائلًا
انا نفذت كل اللي قولتلي عليه اهو…سبني امشي بقي..و انا اوعدك اني هخرج من هنا هطلع علي اقرب مطار وهسافر برا مصر ومش هتشوف وشي…..
قاطعه داغر وهو يبتسم بشراسه بينما يتجه نحوه وهو ينزع سترة بدلته ويثني اكمام قميصه
اخص عليك يا طاهر عايز تمشي من غير ما نخلص باقي حسابنا…
ابتلع طاهر لعابه بخوف وهو يحاول التراجع بظهره الي الخلف وقد بث الرعب بداخله مظهر داغر ذلك
حساب ايه…انا مش نفذت اللي انت عايزه…..
ايه نسيت تحرشك بمراتي ولا محاولتك في انك تغتصبها…
شحب وجه طاهر حتي اصبح كشحوب الاموات هم ان يدافع عن نفسه لكن داغر لم يدعه يكمل جملته حيث اخذ يسدد له لكمات قويه متتالية بوجهه اسالت الدماء من انفه وفمه وقد اعماه غضبه.. يسبه بافظع الشتائم لاكمًا اياه في معدته بقدمه متجاهلًا صراخاته المستغيثه المتألمه ظل داغر يسدد له الضربات حتي اصبح طاهر شبه فاقد للوعي…
ابتعد عنه هاتفًا بقسوه لاحدي الرجال
هاتلي الكلب التاني…
ذهب الرجل وعاد بعد عدة دقائق يدفع امامه الطبيب عزت الذي كان حال وجه وجسده لا يختلف كثيرًا عن حال جسد طاهر الدامي …
انحني داغر علي طاهر الذي كان يفتح عينيه بصعوبه…
هديتي التانيه ليك…..
ليكمل وهو يشير نحو عزت الواقف بجسد مرتجف من الخوف
اتفقت مع الدكتور عزت يعملك عمليه بسيطه كده….من العمليات الوسخه اللي متعود يعملها….
هتف طاهر بذعر وهو يحاول النهوض لكنه عجز بسبب ضعف جسده
عملية ايه.. ؟!
اجابه داغر بينما يشير لرجاله لكي يرفعون طاهر من الارض
عمليه هتريحك وتريح الستات من تحرشك الوسخ…
صرخ طاهر باقصي صوت لديه
ابوس ايدك يا داغر كله الا كده…كل الا كده….
اشار الي الرجال ليدخلونه الي الغرفه المعده بالاجهزه المخصصه لاجراء تلك العمليه دافعين عزت للداخل هو الاخر لكي يقوم بها متجاهلًا صراخات طاهر التي كان تهز ارجاء المكان….
يتبع….
الفصل الثامن والعشرون
بعد مرور يومين….
دلف داغر الجناح الخاص به هو وداليدا بخطوات متثاقله يشعر بالتعب والارهاق فقد امضي اليومين الماضين يتابع تحقيقات الشرطه في وفاة شهيره ونورا وطاهر شعر بغصه بقلبه فور تذكره لشهيره ونورا فبرغم ما فعلوه به وبزوجته الا انه لم يتمني موتهم…خاصة موتهم بتلك الطريقه البشعه…
فور دخوله الي غرفة النوم رأي داليدا نصف مستلقيه علي الفراش تنظر امامها بشرود غافله عن وجوده تمامًا اسرع بنزع حذائه ثم استلقي بكامل ملابسه فوق جسدها يدفن رأسه بصدرها كما لو كان طفلًا يبحث عن حضن وحنان والدته دافنًا بها الامه وحزنه الذي يمزق قلبه
همست باذنه بصوت منخفض متردد
داغر…بصلي
دفن رأسه اكثر بصدرها رافضًا الاستجابه لها مما جعلها تمرر يدها بشعره منحنيه هامسه باذنه وقد سيطر قلقها عليه
اتكلم معايا يا حبيبي…علشان خاطري انا معاك دايمًا علشان اسمعك
استجاب لها اخيرًا رافعًا رأسه عن صدرها يتطلع اليها باعين ممتلئه بالحزن والالم…همس بصوت اجش متألم
مكنتش عايز تبقي دي نهايتهم يا داليدا…عارف انهم حاولوا اكتر من مره يأذونا بس غصب عني مش قادر افتكرلهم بعد ما ماتوا غير انهم ولاد عمي اللي اتربيت طول حياتي معاهم شهيره اختي الكبيره ونورا العيله الصغيره اللي كانت بتروح معايا في كل مكان زي ضلي ….
احاطت داليدا وجهه بيديها تربت علي وجنتيه بحنان ولطف وهي تهمس له
هما اللي كتبوا نهايتهم بايدهم يا داغر غلهم وحقدهم عامهم لحد ما في الاخر موتوا بعض……
ابتعد داغر عنها ليستلقي علي جانبه عندما ادرك ان وزن جسده اصبح ثقيل علي جسدها لكنه اسرع بجذبها بين ذراعيه مره اخري محتضنًا اياها بقوه متشبثًا بها كما لو كان خائفًا من فقدها
انا ماليش غيرك يا داليدا….انا مقدرش اعيش من غيرك …انا ممكن اموت لو حصلك حاجه….علشان خاطري متسمحيش لاي حد يستغلك ويخاليكي نقطه ضعف ليا….
احاطت عنقه بذراعيها وقد ارتجف قلبها داخل صدرها فور سماعها كلماته تلك…
عمري ما ابقي نقطه ضعف ليك…انا في ظهرك ومعاك ويامن ابننا كمان…..
لتكمل ممازحه اياه حتي تخرجه من حالته تلك.
و ولادنا الخمسه…سته اللي لسه هيجوا…
ارتسمت ابتسامه فوق شفتيه عند سماعه كلماتها تلك قائلًا
برضو مصره…..
اومأت برأسها وهي تجيبه بثقه بينما عينيها تلتمع بالمرح
طبعًا…ده انا ناويه اعملك فريق كوره…
اطلق داغر ضحكه اجشه عميقه وهو ينحني يقبل خدها بحنان
وانا معنديش مانع…المهم ده ميأثرش علي صحتك….
غمغمت بينما تقترب منه تقضم باسنانها خده برفق
بمناسبة بقي فريق الكوره اللي احنا ناوين نعمله…
همست بالقرب من شفتيه باغراء بينما يديها تحل ازرار قميصه ببطئ
يامن كمل الاربعين يوم بقاله اكتر من ايام…
ارتسمت ابتسامه مشرقه علي وجهه وقد التمعت عينيه بالحنان قائلًا وهو يهم النهوض لكي يذهب لطفله
بجد….عقبال ما يكمل سنه حبيب بابا…
اسرعت داليدا بالامساك بذراعه مانعه اياه من النهوض هاتفه باحباط
داغر…ركز …بقولك اربعين يوم…
ظل داغر يتطلع اليها بعدم فهم عدة لحظات لكن فور ادراكه بما تلمح اليه هتف بسعاده
بتتكلمي جد…
اومأت برأسها ثم فتحت فمها كي تجيبه لكنه اسرع بالاطباق علي شفتيها بشفتيه يقبلها بحماس واشتياق…
ظل يقبلها حتي احتجت رئتيهما طلبًا للهواء ابتعد عنها موزعًا قبلات فوق وجهها
عقد ذراعيه من حولها جاذبًا اياها نحو جسده اكثر حتى اصبحت ملاصقه به ش قبل ان يدفن رأسه بعنقها يلثمه بلطف يتخلله الالحاح حتي سقطوا اخيرًا في عالمهم الخاص الذي لا يوجد سواهم به….
يتبع….
التاسع والعشرون والأخير
بعد مرور سبع سنوات….
وقفت داليدا وهي تكتف ذراعيها اسفل صدرها تتطلع بغضب وهي تحاول التقاط انفاسها اللاهثه بينما جسدها كان متعرق من اثر الجهد الذي كانت تبذله الي اطفالها الثلاثه يامن والذي اصبح يبلغ من العمر سنوات..و مازن ذو الـ سنوات ومالك ذو ال سنوات والذين كان يقفون امامها يتطلعون اليها بأوجه محتقنه غاضبه مما جعلها تكاد ان تبتسم فقد كان يذكرونها بداغر عندما تفعل شيء يثير غضبه