قلبه لا يبالي بقلم هدير نور
تفاجأت داليدا عندما رأته يخرج من الحمام بعد هذه المده القصيره راقبته بينما يتجه نحو الفراش يستلقي بجانبها وعلي الفور قام بسحبها الي ما بين ذراعيه التي التفت حولها كالحصار تلملمت محاوله نزع ذراعه من حول خصرها هاتفه بغضب
ابعد عني…و متقربليش…
لكنها تجمدت مكانها عندما همس في اذنها بصوت اجش مرهق
نامي يا داليدا لانك لو عملتي ايه مش هسيبك…فمتتعبيش نفسك وتتعبيني معاكي..لان قسمًا بالله مش قادر….
استكانت بين ذراعيه وهي تزفر بحنق وغضب قبل ان تستسلم فهي ستدعه ينام فقط لانه لم ينم منذ يومين حيث ظل مرافقًا لها بالمشفي رافضًا الحاح والدته عليه بان يذهب لكي يرتاح بالمنزل ويتركها تجلس معها لكنه رفض رفضًا قاطعًا تنهدت بصمت فهي لم تعد تعلم ما الذي يجب عليها فعله لكي تجعله يتركها فهي لن تتحمل العيش معه بعد ما سمعت ما يقوله عنها وما تعنيه بالنسبه اليه…
و قد اتخذت قرارها بانه ستجعله يطلقها فهي لاحظت مدي خوفه من تكررها لمحاولة قتل نفسها لذا سوف تضغط عليه من خلال تلك النقطه…اغلقت عينيها محاوله النوم لعله يهدئ من الالم الذي يعصف بقلبها لتنجح في الاخر وتستغرق بنوم عميق بفضل المسكن الذي اخذته …
دخل داغر الجناح الخاص بهم اخذ ينادي داليدا بحثًا عنها فقد احضر لها هديه سوف تفرحها كثيرًا…
اخذ ينادي عليها مره اخري لكن ما واجهه هو الصمت المطبق اتجه نحو المطبخ بخطوات بطيئه وهو يصل الي سمعه صوت زمجره شرسه
اقترب اكثر بخطواته حتي وصل الي باب المطبخ المنفتح علي مصراعيه لكنه تجمد مكانه بينما اهتز جسده بقوه كما لو ان صاعقه قد ضربته عندما رأي جسد داليدا الساكن الملقي علي ارضية المطبخ المغطي بالدماء بينما اربعة كلاب سوداء بشعه تمزق جسدها باسنانها الحاده حاول داغر الصراخ باسمها والتوجه نحوها لكن شئ ما كان يمسك به جاعلًا اياه كالمشلول التف اليه احدي الكلاب يتطلع نحوه بنظره شرسه مليئه بالغضب والحقد قبل ان ينقض علي عنق داليدا ويقضمه باسنانه المسننه لينفجر الدماء من عنقها بكل مكان….
ارتفع علي مرفقه منحنيًا عليها وضربات قلبه تعصف بقوه بين اضلعه وضع اصبعه امام انفها متحسسًا انفاسها حتي يطمئن قلبه بانها حيه وعندما شعر بانفاسها الدافئه تلامس انفه اطلق انفاسه التي كان يحبسها استلقي علي الوساده مره اخري ضاممًا اياها بقوه بين ذراعيه دافنًا رأسه بعنقها من الخلف مستنشقًا بعمق رائحتها محاولًا ان يطمئن قلبه بانها بخير ظل جسده يرتجف عده لحظات مما جعله يزيد من احتضانه لها…
!!!***!!!***!!!
في الصباح….
راقبت داليدا داغر وهو يدلف الي الحمام بوجه مرهق فقد كانت لحيته قد نمت بشكل مبالغ بها فلأول مره تراه بحالته تلك فدائمًا كان يشذب ذقنه بطريقه انيقه بينما جسده اصبح انحف قليلًا عن قبل..
انتفضت من فوقوالفراش لتخرج الي الشرفه تقف بها تستنشق بعمق هواء الصباح…
التفت تنظر لداخل الغرفه لتجده يخرج من الحمام خطرت لها فكره جعلتها تتردد عدة لحظات لكنها تذكرت وعدها لنفسها بانها ستجعله يطلقها حتي تبتعد عن هذا المكان باسرع ما يمكن قبل ان تضعف وتقبل ان تكون مجرد حقًا لعبه بين يديه وتفقد احترامها لنفسها…
انحنت بنصف جسدها العلوي علي سور الشرفه تتصنع مشاهدة شئ ما لكنها كانت منحنيه بشكل خطر لكن في اقل من لحظه كان داغر الذي ما ان لاحظ ما تفعله انطلق نحوها يحيط خصرها بذراعه جاذبًا اياها للخلف وهو يهتف بقسوه وغضب
بتعملي ايه…انتي اتجننتي…
ثم قام بسحبها الي داخل الغرفه مغلقًا الشرفه خلفه بينما يحاول يسيطر علي ارتجافة يده وقلبه الذي كان يعصف بالذعر بداخله.
هتفت داليدا بحده بينما تتجه نحو الفراش تستلقي عليه
في ايه…انا كنت ببص علي عم محمد وهو بيقص الشجر…
لتكمل زافره بحنق متصنعه الغضب
انت بقيت صعب اوي بجد هو سجن انا بدأت ازهق….
لم يجيبها داغر حيث اتجه نحو الاريكه منهارًا جالسًا عليها بينما يحاول تهدئت نفسه فرؤيتها وهي تنحني علي السور بهذا الشكل جعل قلبه يكاد يخرج من صدره من شدة الخوف لم يعد يعلم ما الذي يجب عليه فعله حتي يقضي علي هذا الخوف الذي اصبح لا يفارقه وكيف يمكنه ان يسيطر عليها حتي لا تقوم بأيذاء نفسها…..
خرج من افكاره تلك عندما نهضت من فوق الفراش واتجهت نحو الاريكه التي امام التلفاز الذي قامت بتشغيله وجلست امامه تتابع احدي الافلام انتقل جالسًا علي الاريكه التي بجانبها يعمل علي اللاب توب الخاص به عندما صدح رنين هاتفه ليجد انه رقم الطبيب النفسي الذي اتصل به بالامس لكي يرا داليدا كم نصحه الطبيب بالمشفي…
خرج الي الشرفه لكي يتحدث اليه حيث اتفق معه علي ان يأتي بها اليه غدًا بالساعه السادسه مساءً…
و عندما انهي معه وعاد الي الغرفه وجد داليدا قد اختفت ليسمع صوتًا يأتي من المطبخ اتجهه علي الفور اليه لكن انسحبت الدماء من جسده عندما وجدها تمسك بسكين بيدها تطلع اليه بصمت اقترب منها علي الفور نازعًا اياها منها مما جعلها تهتف به بحده
في ايه عايزه اعمل ساندوتش….
غمغم داغر بارتباك وهو يتراجع الي الخلف
ساندوتش…؟!
رفعت امامه لوح جبن كان بيدها الاخري والذي لم يلاحطه بوقت سابق..
فرك وجهه بغضب قبل ان يجذب لوح الجبن منها ويبدأ بتقطيعه صانعًا لها ساندوتشًا بنفسه ثم صنع لها كوب من الحليب ناولها اياهم دافعًا اياها امامه لخارج المطبخ…
جلست داليدا تتناول الشطيره التي صنعها داغر لها وابتسامه ملتويه علي شفتيها فقد نجحت خطتها حيث رأته وهو يعود من الشرفه لذا اسرعت بالامساك بالسكين بطريقه موحيه تجعله يظن انها تنوي فعل شئ بها وقد نجحت بالفعل…
بعد مرور ساعتين ….
كانت داليدا تستلقي بالفراش تتحدث الي صديقتها اميره من خلال الرسائل حيث اخبرتها بكل شئ منذ زواجها بداغر الي محاولتها الحاليه لكي يطلقها اخبرتها اميره بان ما تفعله خطأ وانها قد تخسر الكثير بسبب ما تفعله لكنها لم تستمع اليها..
رفعت عينيها نحو داغر لتجده قد سقط بالنوم وهو جالس بمكانه علي الاريكه تأملته باعين ممتلئه بالدموع لا تعلم كيف ستعيش بدونه…فقد اصبح كالهواء الذي تتنفسه تعلم انها سوف تتعذب كثيرًا بعد فراقه لكن هذا هو الحل الوحيد الذي امامها حتي تحفظ ما تبقي لها من كرامه…
تناولت علبة الدواء حيث قد اتي موعده خطرت لها فكره اخري قد تكون هذه فرصتها حتي تنجح بجعله ينفذ طلبها امسكت بالكتاب الذي كان علي الطاوله رفعته عاليًا ثم القته علي الطاوله بقوه ليحدث ضجه مرتفعه مما جعل داغر ينتفض مستيقظًا من نومه اسرعت داليدا بافراغ نصف علبة الدواء بيدها وكالعاده كان داغر بجانبها في اقل من لحظه ما ان لاحظ ما تفعله امسك بيدها بقوه مما جعلها تصرخ متألمه
في ايه انا كنت هاخد العلاج لما لقيتك نايم يعني كنت هفوت العلاج علشان حضرتك مانعني المس الدوا….
صاح داغر بها وقد وصل الي حافة غضبه
و هو علاجك حبايه مع بعض
اجابته بتلعثم مقصود
لا طبعًا بس وقعوا في ايدي غصب عني وانا بنزل حبايه م العلبه وكنت هرجعهم….
جلس داغر علي الفراش امامها قائلًا بصوت ممتلئ بالاحباط والتعب وهو يضع يده فوق رأسه
داليدا اكيد مش صدف اللي بتعمليه من الصبح دع عيني مبتغفلش عنك لحظه الا وبلاقيكي بتحاولي تأذي نفسك
ليكمل بصوت مختنق
انا مش هستحمل انك تعملي في نفسك حاجه تاني…..
قاطعته داليدا قائله بصوت مرتجف
يبقي طلقني..
ظل يتطلع اليها بيأس عدة لحظات بصمت قبل ان يومأ برأسه وهو يبتلع بصعوبه غصة الالم التي تشكلت بحلقه
حاضر يا داليدا هطلقك…لو ده اللي هيضمنلي انك هتبقي كويسه هطلقك…
مادت الارض تحت قدمي داليدا فور سماعها كلماته تلك شاعره بالدماء تجف بعروقها لكنها حاولت التماسك امامها هامسه بصوت
تمام يبقي بكره…هاجي معاك للمأذون ونخلص….
ثم نهضت مسرعه دون ان تنتظر اجابته تفر هاربه الي الحمام قبل ان تنهار امامه …