قلبه لا يبالي بقلم هدير نور
ثم التفت الي والدته قائلًا بهمس
احنا اسفين يا مامي…
ركض مالك الصغير نحو والدته يحتضنها بينما تبعه شقيقيه جلست داليدا علي عقبيها امامهم تحتضن ثلاثتهم بحنان وتسامح فقد كانت تعلم ان اطفاله لا يزالوا صغار ومن الوارد ان يخطئوا لكن يقع علي عاتقها هي وداغر اصلاح اخطائهم تلك وجعلهم يفهمون الامر بشكل صحيح حتي يتعلموا من اخطائهم تلك..
اخذوا يقبلونها بانحاء وجهها وهما يعتذرون منها لكنها بدأت تضحك بصخب عندما بدأ مازن يدغدغها ببطنها…انضمت اليهم كلا من نايا وليانا يحتضونها لكن بدأوا هم الاخرين بالضحك عندما اخذوا اشقائهم بدغدغتهم…
يعني انا اصالحكوا وفي الاخر تنسوني….
اندفع نحوه اطفاله الخمس يحتضنونه هو الاخر رفع عينيه لتلتقي باعين داليدا التي كانت تتطلع اليهم باعين بارقه بالحب والحنان..مما جعله يشعر في هذه اللحظه بانه قد ملك العالم باكمله…
تركه الاطفال واخذوا يرقصون سويًا مما جعله ينهض ويتجه نحو داليدا التي جذبها بين ذراعيه يحتضنها مقبلًا جانب عنقها وهو يهمس باذنها بصوت منخفض حتي لا يصل الي سمع اطفالهم
ايه اللي انتي لابساه….
ليكمل ويديه تمر ببطئ وشغف علي جانبي فستانها القصير الضيق مستغلًا انشغال اطفاله بالرقص
احاطت داليدا عنقه بذراعيها قائله بدلال
يتخلله المرح
و انت لسه هتجنن…؟! ما انا جننتك واللي كان كان….
ضحك داغر بينما يزيد من احتضانه لها جاذبًا اياها فوق جسده لكنها تراجعت للخلف هامسه بينما تشير الي اطفالهم
داغر..اعقل..الاولاد..
غمغم داغر بعينين تتلاعب بها المرح
اعقل ولا اقلع….
اطلقت داليدا ضحكه مرحه فور سماعها يردد كلماتها له منذ عدة سنوات والتي كانت قبل ولادة يامن مباشرة
انت لسه فاكر…
مرر يده علي جانب عنقها بحنان
ولا عمري هنسى….
اطلقت تنهيده منخفضه وهي تضع رأسها علي كتفه محيطه خصره بذراعيها تضمه اليها قبل ان يتجه نحوهم اطفالهم ويجذبونهم من أذرعهم حتي يرقصوا معهم…
!!!***!!!***!!!
في وقت لاحق….
كانت داليدا مستلقيه بالفراش بين ذراعي داغر بعد انتهائهم من احدي جولات عشقهم بينما كان داغر يقبل عنقها بحنان وشغف…
وضعت يدها فوق رأسه المدفون بعنقها هامسه بتردد…و هي تشعر بالخوف مما
هي تنوي اخباره به
حبيبي.. كنت عايز اقولك حاجه…..
همهم داغر بصوت منخفض وهو لا يزال يقبل عنقها بشغف مما جعلها تكمل بصوت مرتجف
انا…انا..روحت للدكتور النهارده…
رفع رأسه عن عنقها فور سماعه كلماتها تلك والتي جذبت كامل انتباهه غمغم وهو يتطلع اليها بقلق
ليه…مالك …تعبانه او حاسه بحاجه….؟
لا…متقلقيش ده الدكتور كريم منتصر…بتاع النسا والولاده…
تصلب وجه داغر فور سماعه هذا وقد تغيرت النظره القلقه التي بعينيه الي نظره حاده
روحتيله ليه….؟!
اجابته داليدا بتلعثم وقد اربكتها نظراته الحاده تلك
يعني..علشـ…علشان اشوف لو ينفع ان اقدر احمل تاني وكده….
قاطعها داغر بغضب
تحملي تاني ايه ؟!!…قولي خامس….
ليكمل بحده وعينيه تتقافز بها نيران الغضب
انا وافقتك علي اللي عايزاه والحمد لله ربنا رزقنا بـ اولاد ملوا علينا حياتنا لكن اكتر من كده يا داليدا لا…..
قاطعته داليدا وقد احمر وجهها من شده الحنق والغضب
احنا اتفقنا مادام الدكتور شايف ان صحتي تستحمل احمل يبقي احمل ايه مشكلتك بقي انا مش فاهمه….
اجابها داغر بنفاذ صبر وقد بدأ يفقد اعصابه معها
مشكلتي ان مش هفضل اخليكي تفضلي تحملي وتولدي لحد ما صحتك تتبهدل علشان وقتها ابدأ اقرر ان خلاص كفايه…
ليكمل بصرامه وهو ينتفض جالسًا مبتعدًا عنها بحده
ده غير ان احنا اتفقنا ان خلاص علي كده…لكن انتي قررتي تتصرفي من دماغك وتروحي كمان للدكتور… وطبعًا شلتي وسيلة منع الحمل..مش كده..
اخذت داليدا تتطلع اليه باعين متسعه صامته وقد احمر وجهها بشده مما جعله يسب غاضبًا وهو ينتفض ناهضًا من فوق الفراش
لكن اسرعت داليدا خلفه فور ادراكها انه قد اساء فهم صمتها
وقفت خلفه تحتضن جسده الي جسدها مسنده وجهها الي ظهره الصلب العضلي بينما يديها موضوعه علي صدره قائله بلهفه
لا طبعًا..معملتش كده مقدرش اخد قرار زي ده لوحدي..من غيرك
لتكمل وهي تقبل ظهره بحنان
انا قولت بس اكشف واشوف الوضع عامل ازاي وبعدها اتكلم معاك واقنعك….
استدار اليها داغر ليصبح مواجهًا اياها قائلًا بحزم
لاء يا داليدا..فاهمه يعني ايه لاء…لما ابقي مستغني عنك هبقي اخليكي وقتها تحملي تاني..
هتفت داليدا بحده وهي تضع يديها حول خصرها
قصدك ايه يا سي داغر بقي…يعني انت مستغني عني…..
لتكمل بصوت مكتوم باكي والقهر ينبثق منه…
عندك حق ما خلاص هتحبني ليه…اكيد زهقت مني و….
جذبها داغر بين ذراعيه ضاغطًا شفتيه فوق شفتيها مبتلعًا باقي جملتها تلك…
كان يقبلها في بادئ الامر بحده غاضبًا من كلماتها الحمقاء تلك لكن سرعان ما تحولت قبلتهم الي عشق وشغف
اجبر داغر نفسه بصعوبه ان يبتعد عنها مسندًا جبهته فوق جبهتها وهو يلتقط انفاسه بصعوبه بينما تسيطر عليه رغبته بها التي لم تقل طوال سنوات زواجهم بلا علي العكس كانت تزداد يومًا بعد يوم حتي يكاد يجزم بانه اصبح مهووسًا بها…
مرر يديه علي جانبي وجهها مبعدًا شعرها الي خلف ظهرها وهو يهمس بالقرب من شفتيها
انا بقول.. لو انا مستغني عنك هخليكي تحملي….و انا رافض اصلًا انك تحملي يبقي انا…ايه يا داليدا…
رفعت عينيها تتطلع اليه بصمت وقد احمر وجهها فور ادراكها انها اسأت فهم كلماته اكمل عندما ظلت صامته
يبقي انا مش مستغني عنك ولا عمري هستغني…انتي روحي…والنور اللي منور حياتي ودنيتي يا داليدا ولأخر نفس في حياتي هيفضل ده شعوري ناحيتك وعمره ما هيتغير حتي لو عدي علي جوازنا سنه مش سنين بس…
ليكمل بخبث وهو يتصنع الحزن
و لا يمكن انتي اللي زهقتي بقي علشان كده بتقولي كده….
شهقت داليدا بصدم#مه قائله بلهفه وهي تضع يدها علي خده متحسسه جلده الدافئ بحنان
لا طبعًا…
لتكمل وهي تمسك بيده واضعه اياها فوق صدرها موضع قلبها
انت ده..و لو انا مستغنيه عن ده يبقي وقتها انا مستغنيه عنك…
لتردف هامسه بصوت ممتلئ بالمشاعر وعينيها تلتمع بالدموع
ده انت العوض يا داغر…العوض اللي ربنا كرمني به علشان ينسيني كل حاجه وحشه شوفتها في حياتي…انا لو بفكر احمل تاني فده علشان املي البيت علينا ومتحسش انك لوحدك في الدنيا….